للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبيلة طيئ الموجودة في الجزيرة مؤلفة من فرق مختلفة المنابت، فبعضها أمثال العساف والحريث وسنبس وبني فرير واليسار من الطائيين الأقحاح، أما البقية فإنها ليست بالنسب من طيئ، وإنما هم حلفاء، أو مستجيرون، أو أعوان رؤساء طيئ، وقد غلبتهم التسمية، وتقادم الزمن عليهم، فأصبحوا من طيئ، وهم من عشائر يعثر على أصولها أو فروعها في مناطق أخرى، كالراشد وحرب وبني سبعة، فإن أصول هؤلاء موجودون في شبه الجزيرة العربية، وكالجوالة الموجودة في الجزيرة الفراتية، وثمة فرقة من حرب في منطقة عرادة إلى الشمال الشرقي من رأس العين، ويوجد قسم من الغنامة والمعامرة بين الجبور، وقسم من البقارة بين طيئ وهكذا.

ومنازل طيئ حول القامشلية جنوبا وشرقا، وحدهم الشمالي الحدود التركية، أو سكة حديد بغداد، والجنوبي نهر الرد أحد روافد الجغجغ، وحدهم الغربي الجغجغ نفسه، وحدهم الشرقي سيل ماء اسمه رجلة القصروق، يبدأ من تل عطيشان، ويفصل بينهم وبين شمَّر، أما أماكن نجعتهم فهي محصورة بين سكة الحديد المذكورة وجبل سنجارة، وقد يبعدون إلى أراضي البريجة وعقلة أبو حامضة، وهي عقلة ماء في داخل الحدود السورية، في جنوبي الجبل المذكور، وعندهم قطعان كثيرة من الغنم والإبل، وأرضون واسعة خصبة، صالحة لزراعة الحبوب، ولاسيما الرز في وادي الجغجغ، وعندهم ولاسيما في الحريث مرابط خيل عتاق، أخصها المليحيات وكحيلة العجوز وكحيلة ابن مزهر، هذا وتزايد في عهدنا عناية طيئ بالزراعة والتحضر يوما بعد يوم، وامتدادها بإحياء برارى الجزيرة الموات نحو الجنوب والشرق من قضاء القامشلي، مع العناية بتربية المواشي، والحل والترحال لأجلها، ومن هنا كانت أحوالهم الاقتصادية أحسن من غيرهم، وصار رؤساؤهم في الدور الفخمة في القامشلي، يعيشون في رفه وحضارة، وإن كانوا مقصرين في ترشيح ممثل عنهم في المجلس النيابي.

ولهذه القبيلة صلة وثقى بجيرانهم الأكراد، وكثير منهم يتعلم اللغة الكردية بالمعاشرة، وأكثر العشاثر الكردية التي حول طيئ تخضع عرفا لرئاسة طيئ، وتطبق منهاجا، وتندمج في حلفها، كما يفعل ذلك الكرد الذين قرب قبيلة شمَّر، والمتعلقين بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>