أما نفوس طيئ مع لواحقها فيقدر ب ٥٠٠٠ بيت، وهذه القلة من جراء ما كان لشيوخها في الماضي من سياسة البطش والتنفير، مما أوجب انفضاض الناس عنهم ولم يزدد عدد العشيرة بالمخالفات والمساكنة، كما يجري في بقية العشائر القوية من أمثال طيئ.
فرقهم: تتألف فرق طيئ من طيئ الأصليين ومن لواحق طيئ، فطيئ الأصليون هم العساف والحريث وسنبس واليسار وبني فرير، ولا يزال من هذه الفرق أناس متخلفون في العراق وتركيا، حتى أنه لا يوجد في بلاد الشام (محافظة الجزيرة) من سنبس وبني فرير إلا أفراد قلائل، ومن اليسار إلا فخذ صغير، أما (آل عساف) نحو ٢٠٠ بيت، وهم أجل فرق طيئ قدرا وأعرقها نسبا، وفيهم الرئاسة على طيئ كلها، يتوارثونها أبناء هذه الفرقة كابرا عن كابر، وفي آل عساف فخذان؛ الفهد والحسن، وهم في مشيخة بيت (العبد الرحمن)، وعبد الرحمن هذا هو ابن حسن بن حسين بن عبد الله، أما عساف الكبير فبعيد بحيث لا تعرف السلسلة الممتدة إليه، ولعله من ذراري إياس بن قبيصة الطائي الذي حكم الحيرة عاملا لكسرى في فترة من فترات التاريخ، وعد في صف الملوك، وقد أعقب عبد الرحمن الحسن ثمانية أولاد: علي وسليمان وعبد الرزاق ومحمد وطلال ومطلق وعبد المحسن ونايف، وقد أعقب كل من هؤلاء ما عدا عبد الرزاق ومطلق عدة أولاد، فأصبح بيت العبد الرحمن كبير العدد والنفوذ وإن بدأ يفقد نفوذه منذ زمن، ولم يعد ينجب عظماء، كما كان من قبل، أما (آل حريث) فهم مثل آل عساف في عراقة النسب ووفور القدر، وأفخاذهم المازن والمهاني والمقطف والنهاب، وهم في مشيخة حسين بن محمد المقطف وإبراهيم ابن محمد النهاب، ويذكر من وجهاء طيئ علي السلطان، وهو شيخ فرقة اليسار.
أما لواحق طيئ فهم من حيث المكانة الحلاجمة، فالراشد فالجوالة فحرب فبني سبعة فالأبي عاصي فالغنامة فالمعامرة فبقارة طيئ (الحلاجمة) وإن كانوا قليلي العدد (نحو ٣٠ بيتا) لكنهم ممتازون بدرايتهم وفروسيتهم وظهور العوارف منهم، ويليهم (الراشد) وهذه فرقة كبيرة جليلة القدر في طيئ ٣٥٠ بيتا، ذات