للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الإحساء في القرن الثالث عشر بل يصح ما علَّق عليه الشيخ حمد لو أن بني هاجر دخلت في المهاشير أو بعبارة أخرى أصح لو دخلت في بني خالد وكذلك يصح قوله: لو أن فخوذا من قبائل المنطقة مثل العُجمان وآل مُرّة والمناصير وغيرهم دخلت في بني خالد. ثم ذكر في نفس المعجم أن المخاضيب وهو القسم الثاني من بني هاجر نزحوا تحت رئاسة الشيخ شافي بن سفر بن شبعان إلى الإحساء وعلق عليه الشيخ حمد عندما ذكرهم في بني هاجر. وقال: المعروف أن المخاضيب من بني خالد (١). والواقع أن الشيخ حمدا لَمْ يستند في مقولته على أي مستند يدعم به ما ذكر، بل قال: والمعروف دون أن يحدد مصدرا لمقولته.

أما المنفي في كتابه (بنو خالد) فقد ذكر أن المهاشير من بني خالد وليس من بني هاجر، واستند على أنَّ المهاشير موجودون في الإحساء منذ القرن العاشر وبنو هاجر استوطنوا المنطقة في القرن الثالث عشر (٢).

والواقع أن هذا الاستناد ضعيف؛ لأنَّ هناك قبائل عربية نزحت منها فخوذ من الجنوب إلى الشمال، ومن المغرب إلى الشرق وفي عصور متأخرة نزح إليها باقي فخوذ القبيلة ومثال ذلك قبيلة طيئ، وبنو لام، وسُبيع، وقحطان، وعتيبة وشمر، والظفير، ومطير، وحرب، والأمثلة كثيرة في نزوح البطون والفخوذ وكذلك القبائل العربية وليس هذا بديل يستشهد به، فالمهاشير والكدادات واللقامين من بني هاجر نزحوا إلى الشمال عن طريق وادي الدواسر والأفلاج، وفي طريقهم استوطن بعض الفخوذ وادي الدواسر، ومن هذه الفخوذ اللقامين الذين سيطروا عليه ثم تحضر كثير منهم، وكذلك أبناء عمومتهم آل داوود الذين لهم آثار باقية إلى يومنا هذا في الأحمر بالأفلاج، وكان ذلك في القرن التاسع الهجري، وأما البقية أكملت النزوح بعد مدة من الزمن إلى الإحساء ومنهم المهاشير ويرافقهم عشيرة آل حميد من اللقامين في نزوحهم إلى الإحساء وهناك وجدوا قبيلة بني خالد يسيطرون على هذه المنطقة، وبعد مدة دخلوا معهم، وبما أن آل حميد متحضرون فقد كانوا يتطلعون إلى حكم المنطقة وبمساعدة المهاشير قاموا بطرد والى الإحساء العثماني عمر باشا وذلك في عام ١٧٦٠ م / ١٠٨٠ هـ، وكان براك ابن عريعر أول من حكم، وآخر من حكم من آل حميد بزيغ بن عريعر عام


(١) حمد الجاسر، قبائل المملكة العربية السعودية، ص ٦٦٢.
(٢) راجع المنفي، بنو خالد، ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>