قال حامد بن علي بن مايقة الحبابي هذه القصيدة في النصيحة عام ١٩٦٣ م:
بديت الكلام وللكلام أبواب … إذا صك باب ما تغلق باب
وأنا أختار في الأمثال لعلّ خيرتي … إذا وفقت يأتي الكلام صواب
صواب يجبن منطقة كلمة الخطأ … إذا سمع ما قالوا كلام كذاب
كلام على درب القدا يحرز الرضا … وكلام على غير الصواب يعاب
إرى الشعر ميزاته على قد وازنه … ولا صار باب ما وراه جواب
وانا مقصدي بيبان الأفكار لإنها … مخازن حروف وللحروف أعراب
أفكار تدور ودور الأفكار يقتضي … فهيم يصرفها فصيح اخطاب
الأفكار غبات على من يغوضها … ولابه طريق ما عليه مطاب
لقيت الرجال أصناف يا جاهل بهم … كثيرة وللصنف الكثير حساب
الأنساب ما ترفع من النّاس هافي … أرى النذل نذل لو وراه أنساب
يقولون ذا حدّه على الجود خالة … فكم واحد خالة كريم وخاب
مقاسيم بين النّاس في الطيب والرداء … عطايا من الخالق وحكم كتاب
ويقولون ذا حدّه على المجد ماله … فكم واحد ماله كثير وساب
فلا المال مال مثل ما قيل قبلنا … إذا ما نفع يوم الدروب صعاب
جفا الله عين ما تراعي لغيرها … عساها خراب ويقتفيه خراب
فلا ينتصر رجل بليَّا جماعته … ولا يفترس سبع بليَّا ناب
تهيضت واللي هاضني في مثايلي … تصاريف ما تدعي الصغير شباب
أمور تودينا على غير ودّنا … علينا عذاب والختام ذهاب
تزخرف لنا الدنيا عمار وتنتهي … والأعمال تبقا والأعمار سراب
مقادير من والي القدر خالق البشر … ولا صار عوق ما وراه أسباب
أقوله وأنا من لابة تنطح العدا … قحاطين ساس والفروع حباب
كرام لمكرمهم عناد لضدّهم … صناديد في حلق الخصيم حراب
إذا رد فينا الشان ماديس شاننا … غدينا عليه م الخصيم حجاب
نعنوي عوانينا ضعاف لجارنا … وعلى الضدّ لو طال الزمان عذاب
ولاحن نخون بغافل وامن بنا … عسى الله يجازي الخاينين تراب
ولا نشتكي من ضدّنا لو يضدّنا … جزاله نضدّه والذليل يهاب