للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَدْ قلتُما إن نُدرِكَ السِّلْمَ واسعًا … بمالٍ ومَعْرُوفٍ من الأَمْر نَسْلَمِ

بمعنى إن حصل لنا إتمام الصلح بين القَبيلتين ببذل المال وإسداء المعروف سلمنا من هذه الحروب الدامية.

فأصْبَحْتُما منْها على خَير مَوطنٍ … بَعِيدَيْن فيها من عُقُوقٍ ومَأثمِ

عَظيمين في عُليا مَعَدٍ هُديتما … ومن يَستَبحْ كنزًا من المجد يَعْظُمَ

بمعنى أنكما من عظماء العرب ومن علياء بني مَعْدٍ وهم بني نزار والممدوحان منهم. ويقول أنتما في هذه القضية على خير حال لا إثم ولا قطيعة رحم.

فأَصْبَحَ يَجْري فِيهُمُ من تلادِكم … مَغانِمُ شَتَّى من إِفَالٍ مُزَنَّمِ

التلاد الإبل الذي كانت عندكم من قديم توالدت وهي من أملاككم فبذلتموها للصلح، والإفال: الفصيل من الإبل ويقال للواحد أفِيل، والمزنّم فحل معروف نسبها إليه.

تُعَفّى الكُلُومُ بالمئِين فأصْبَحَتْ … يُنَجّمُها مَنْ لَيْسَ فِيهَا بِمُجْرِمِ

بمعنى أن هذه الجراح تمحى بالمئات من الإبل التي دفعها مالكها وهما الممدوحان غرمًا على أقساط مع أنهما لَمْ يجنيا فيها جريمة وإنما دفعاها بغية السلم وهذا من أعظم الأعمال.

يُنَجّمُها قومٌ لقومٍ غرامةً … ولَمْ يُهريقُو بينَهُم مِلْءَ محْجَم

بمعنى أنكم دفعتم هذه الإبل غرامة وضعتموها على أنفسكم درءًا للخطر وحتى لا يضيع من الدم ما يملأ المحجم وهو كأس الحجَّام.

فَمَن مُبْلغُ الأحْلافَ عَنِّي رسَالةً … وذُبيانَ هلْ أَقْسَمْتُمُ كلّ مُقْسَمِ

يريد بالأحلاف أسد وسائر غَطَفان حالفوا ذبيان على حرب عبس.

والمعنى: أبلغ ذبيان وأحلافها بأنكم أقسمتم على الصلح كلّ قسم عظيم فلا تضمروا الغدر.

فَلَا تَكْتُمَنَّ الله ما في نُفُوسِكمُ … ليخْفَى ومَهْمَا يُكْتَمِ الله يَعْلَمِ

يُؤخَّرْ فيوضَعْ في كِتاب فَيدّخَرْ … ليَوْمِ الحِسابِ أَوْ يُعَجّلْ فَيُنْقَمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>