للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى أن الحرب إذا هيجتموها تطحنكم طحن الرحا وأتفه الأسباب يلقحها وحملها لا قبل لكم به فكل مصيبة تجر معها مصيبة.

وهذا معنى فتتئم. وولادتها:

فَتُنتجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُهُمْ … كَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمْ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ

أحمر عاد والصحيح أنه (أحيمر ثمود) عاقر الناقة وهو قُدار بن سالف وخطاه كثير من الشراح ولكن الذي عندي أن العرب في الجاهلية كانت تسمى عادًا الأولى: وثمود الثانية وقال الله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠)} [النجم] فعلم أن هناك عادا الثانية وهي ثمود، والمعنى: أنه يولد لكم أثناء تلك الحروب أبناء كلّ واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة ثم ترضعهم الحروب وتفطمهم، فتكون ولادتهم ونشاتهم في الحرب فيصبحون مشائيم على آبائهم. ذكر ذلك أبو العباس ثعلب والنص منقول من تحقيق الدكتور فخر الدين قباوة.

فَتُغلِلْ لَكْم مَا لا تُغِلُّ لأَهْلِهَا … قُرَّى بالعِراقِ من قفيزٍ وَدِرْهِمَ

يقول: إن غلت الحرب ليست كغلات قرى العراق التي تغل المكيلات والدراهم وإنما غلتها لكم الموت والهلاك وهذا شأن الحرب. وهذا حث منه لهم على التزام الصلح.

لَعَمْرى لَنعْمَ الحَيِّ جَرَّ عَلَيْهِمُ … بِمَا لَا يُواتِيهِمْ حُصَيْنُ بنُ ضَمْضَمِ

حصين بن ضمضم هذا من بني مُرّة لَمْ يوافقهم على الصلح ولما اجتمعوا على عقد الصلح شَدَّ على رجل منهم فقتله وقصته تأتي في البيت الذي بعده.

وَكَانَ طَوَى كَشْحًا على مُسْتَكِنَّةٍ … فَلَا هُو أَبْداهَا وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ

وَقَالَ سَأَقْضِي حَاجَتي ثُمَّ أَتَّقِي … عَدُوِّي بأَلْفٍ مِنْ وَرَائِي مُلْجَمِ

فَشَدَّ وَلَمْ يُفْزغ بُيُوتًا كَثِيرَةً … لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ

وملخص هذه القصة: أن رجلًا من عبس، قتل أخًا للحصين بن ضمضم قبل الصلح، فلما عرف الحصين أنهم يريدون الصلح، أضمر في نفسه الأخذ بثأره، بقتل قاتل أخيه، أو بقتل رجل من أهله، إلى أن لقي رجلًا من عبس فشد عليه وقتله، واعتمد على أن يناصره، ألف فارس من قومه، إذا غضبت عبس

<<  <  ج: ص:  >  >>