لقتيلها، فثارت عبس، وتدارك الحارث بن عوف الشر، فدفع مائة من الإبل دية القتيل، وتم الصلح بين عبس وذبيان.
ومعنى الكلمات: المستكن المستر داخل الضمير فلم يبديها حتى يؤخذ الحذر منه ولم يتقدم للصلح، وأم قشعم: المنية.
لَدَى أسَدٍ شَاكِي السِّلَاح مُقَذَّف … لَهُ لبَدّ، أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
يصف في هذا جيش بني عبس الذي لم يعلم بالجريمة ولو علم بها لدافع أشد الدفاع ويقول: كان هذا عند رجل كالأسد الذي له لبد على عنقه، ولم تقلم أظافره وهو شائك السلاح يقذف به في الحروب.
جَريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ … سرَيعًا وَإِلَّا يُبْدَ بالظُّلْم يَظْلِمِ
يصف هذا الجيش بأنه جريء إذا ظلم عاقب ظالمه سريعًا بظلمه وإن لَمْ يبدأه النّاس باللقاء بدأهم بظلمه لثقته بنفسه.
رَعَوْا مَا رَعَوْا مِن ظمْئِهِم ثُمَّ أَوْرَدُوا … غِمارًا تَفَرَّى بالسِّلاح وبالدَّمِ
بمعنى أنهم تركوا الحرب وبقوا يتمتعون بنعيم السلم مدة ثم عادوا وأوردوا أنفسهم غمارًا منها لا تسيل إلَّا بالرماح والدم.
فَقَضَّوْا مَنايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْدَرُوا … إلى كَلاءٍ مُسْتَوبَلٍ مُتَوَخِّمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّت عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُم … دَمَ ابْنَ نَهيَكٍ أَوْ قَتيل المُثَلَّمِ
وَلَا شَارَكَتْ في المَوْتِ في ذَم نَوْفَلٍ … وَلَا وَهَب مِنْهَا وَلَا ابْنَ المْحَزَّمِ
ابن نهيك والقتيل الذي قتل في المثلم، ونوفل ووهب وابن المحزم كل هؤلاء عقلهم هرم بن سنان والحارث بن عوف أي كرموا دياتهم لأولياء دمائهم مع أنهم لَمْ يقتلوها برماحهم، وإنما غرموا تبرعًا وإيثارًا للصلح بين القبيلتين.
فكلَّا أَرَاهُم أَصْبَحُوا يَعْقِلُونَهُ … عُلَالَةَ أَلْفٍ بَعْدَ أَلْفٍ مُصَتَّمِ
تُسَاقُ إلى قَوْمٍ لِقَوْمٍ غَرامَةً … صحيحات مَالٍ طَالعَاتٍ بِمَخْرَمِ
لَجِيٍّ حِلإِلٍ يَعْصِم النَّاسَ أمْرُهُم … إذَا طَرَقَتْ إحْدَى اللَّيالي بمُعْظَمِ
المعنى أرى هؤلاء الكرام يعقلون القتلى بألف تام العدد بعدها ألف أخرى من الإبل الصحيحات التي تساق إلى قوم ليبلغوها الآخرين من أولياء القتلى الذين