ثم سألت رفيقي: ما اسم هذا الجبل الحالك اللون الذي يقع شرقي المدينة الخربة. يفصل بينهما الوادي؟
فقال: جبل حمومة -بفتح الحاء وضم الميم المخففة الممدودة بواو فميم وحذرني من الوصول إليه وأنه لا يصل إليه أحد.
فسألته عن السبب. فقال: إنه جبل تألفه الجن، وفيه حيات وآفاع كثيرة، لحراسة دفين هناك -واسترسل في سرد خرافات وأساطير لا يقبلها العقل، ولكنني عزمت على الذهاب إليه ومعي بندقية صيد، فوصلت إليه وصعدت وفي أثناء الصعود رأيت على وجه صخرة كبيرة كتابة لا أفهمها ورأيت كتابات كثيرة متفرقة في ذلك الجبل، وكنت أسمع أثناء السير رنينا شديدا أستغربه، ثم ظهر لي أن عقب البندقية عندما يقرع إحدى الصخور يحدث ذلك الرنين الذي أوهم لي أن صخور ذلك الجبل قد تحتوي على بعض المعادن كالحديد الصلب.
ثم بلغت قمة الجبل فوجدت فيه مكانا مستويا فيه آثار قلعة متهدمة وكسر فخار وآجر ووجدت أسفل القمة قليلا صخرة كبيرة تقع في الجنوب الشرقي من الجبل قعد رسم فوق وجهها صورة امرأة على رأسها تاج والصورة غريبة المنظر بديعة الشكل، لا أعتقد أن يد الرسام الماهر في زماننا هذا تبرر مثلها، حيث برزت تقاسيم الصورة كاملة ودقيقة مما يحمل على الاعتقاد أن الرسم كان بآلة قوية وأن الرسام استعمل مادة تلين الصخر ثم أخذت أبحث في الجبل من جميع نواحيه فلم أر غير الكتابات. (انتهى كلام الأستاذ سليمان).
وقد صعدت فوق هذا الجبل فوجدت فيه كتابات عربية قديمة ولكن للأسف لم أستطع نسخها؛ إذ قد اختفى كثير من أجزاء حروفها.
وهناك صورة مخططة للوجه وجزء من الصدر ولكنها صعبة التمييز، أما صورة المرأة التي ذكرها الأستاذ سليمان فقد وجدتها على صخرة مرتكزة في القمة تقريبا مجوفة قليلا في وسطها.
وقد رسم في هذا التجويف صورة امرأة على رأسها تاج. هذا، وقد صعب تمييز أجزاء وجهها نتيجة لعوامل التعرية والتعدي عليها.