والقصيدة لها بقية، إنما للأسف الشديد لَمْ أتمكن من العثور عليها، وهي من روائع قصيد الشاعر المذكور أعلاه، والشاعر في البيت الثامن يضرب مثلا بأن الأسرة أو القبيلة أو الجماعة هم مثل البيت إذا شيد بناؤه بدون طرف ولا أعمدة فمعناه أن هذا البناء لَمْ يكتمل:
والبيت لا يُبتنى إلَّا على عمدٍ … ولا عمادَ إذا لَمْ تُرسَ أوتادُ
وهذه الأبيات للشاعر المرحوم هويج بن مهدي آل فطيح، وقد قالها بعدما رحل العُجمان في زمان ماض عن الديار واستقروا في ضواحي الأحساء، وقد شاهد أن بعض جماعته كذلك صاروا يرحلون عن الديار، وذلك من أجل الاستقرار والرخاء الذي كان يسود ضواحي نجد وقد طال جلوسهم هناك، وخشي الشاعر أن يبقى ربعه بجوار إخوانهم الآخرين العُجمان ويهجروا أرضهم ومسقط رؤوسهم وقد أصابه الحزن على فراقهم وكان يتمنى عودتهم، وفي يوم من الأيام كان الشاعر المذكور جالسًا عند إبله فحنت واحدة منها فحزن من ذلك الحزين وقد ذكرته بالماضي فتهيض وقال هذه الأبيات:
يا الله وانا طالبك من قبل الاشفاع … تغفر ذنوبي لي نشدني قعيدي
ليا زينوا لي حفرة طولها باع … وأصبحت انا وثل وربعي شديدي
يامل لقلب كن فيه الوحا شاع … سرابه الهاجوس فرض بعيدي
قومي صخيف الذود حنت به جراع … يا خوفتي لكان ذودي قديدي
قلب العنا متولع بام مرداع … يا زينها ترعى نبات جديدي
يا زينها بين الشغايا والارياع … والا تحدر للشفا والوجيدي
حمرا خطول الرجل والراس مطواع … في الحنيني في ظهرها يزيدي
تفرح لما سمعت من البدو اقرقاع … ومنذ صباح نيهوبا لشديدي
يتلون عرفة بارق تحتهم شاع … ما جاه كون الصيد والا المديدي
ربعي هل السمرا لا غيرهم ضاع … يوم البيارق واختلاف الشديدي
نشري الطويلة كنها البرق لي شاع … وناصل بها الحربي ولو هو بعيدي
وحدودنا الفرعين في طرف القاع … حدودنا الفرعين علم وكيدي
يا اللِّي تبي من حدنا شبر أو باع … ابشر بضرب مفتقات الحديدي
يا ربعنا اللِّي بالاحسا وأسفل القاع … أهل النخل ومهزعات الجريدي
يا والله اللِّي ما تمالوا بالفراع … ولانو ومن دارهم بالشديدي