للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل أرطأة ابن سهية المزني على عبد الملك بن مروان وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة فذكر قصة.

فعلى هذا يكون مولده قبل البعثة بنحو من أربعين سنة. وقال المرزباني في معجمه: أرطأة ابن سهية يكنى أبا الوليد وكان في صدر الإسلام أدركه عبد الملك بن مروان شيخًا كبيرًا فأنشد عبد الملك:

رأيت المرء تأكله الليالي … كأكل الأرض ساقطة الحديد

وما تبغي المنية حين تأتي … على نفس ابن آدم من مزيد

وأعلم أنها ستكر حتى … توفي نذرها بأبي الوليد

فارتاع عبد الملك وظن أنه أراده. فقال يا أمير المؤمنين إنما عنيت نفسي فسكت. ويقال: إن أرطأة عُمِّر فكان شبيب بن البرصاء يُعيِّره، ويقول: إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمى، فمات شبيب قبل أرطأة، ثم عمي أرطأة. فكان يقول ليته عاش حتى رآني أعمى.

وقال أبو الفرج الأصبهاني: كانت سهية أمة لضرار بن الأزور ثم صارت إلى زفر فجاءت بأرطأة على فراشه. فادعاه فراش ضرار في الجاهلية فأعطاه له زفر ثم انتزعه قومه منه فغلبت عليه النسبة إلى أمه. وقال المررباني كان الحارث بن عوف بن أبي حارثة المزني لابن سهية أم أرطأة وكانت أخيذة من كلب قبل أن تصير إلى زفر فولدت أرطأة على فراش زفر فلما مات زفر وشب أرطأة جاء ضرار بن الأزور إلى الحارث فقال:

يا حارث أطلق بني من زفر … كبعض من تطلق من أسرى مُضَر

أعرفه مني كعرفان القمر … إن أباه شيخ شقران كفر

فدفعه الحارث لضرار فأردفه خلفه فبلغ أقرم بن عقصان عم أبي زفر فقال لضرار ألقه وإلا انتضيتكما بالسيف فألقاه فما صار أرطأة يعرف إلا أرطأة ابن سهية، ذكر هذا كله الحافظ ابن حجر في الإصابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>