للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيار الملافي الملنجي في الزيارا … محمد نبي نايته زوار

وخيار البيوت كبارها والصغارا … نزور بيت الله حجاب عن النار

وخيار السبايا مسرجات الأمهارا … لا روحت باول الخيل عبار

وخيار الأباعر طيبات الأبكارا … وخطو الرجوع وبأول الذود معطار

قصيدة الشيخ راكان بن حثلين يخاطب أحد رجاله ويسمى حمزة عندما اعتقله الأتراك وحملوه بالمركب:

حمزة جلينا عن اديار المحبين … ولا عاد جانا من سَنعْهم عْلُومي

مشوا بنا العسكر لدار السلاطين … في مركب جزاه ترك ورُومي

وإذا مشى المركب مشت جمعة العين … والصبر بالشدة علينا لزُومي

يوم الخيانة واحتيال المرعين … هيهات لو اني عرفت العلُومي

يا ليت يامٍ بالملاقة قريبين … من فُوق زلباتٍ تُبوج الحثُومي

واضح من قصيدة ذلك الزعيم الفذ بأن رائحة الألم والتوجد يفوح في ثناياه أنه يتوجد على ديار قومه المحبين له والمحب لهم، وهيهات (يا حمزة) أن تأتينا من قبلهم العلوم والأخبار، حيث إننا أصبحنا أسيرين في يد الاتراك والروم، هؤلاء الأقوام البعيدين عنا في ديارهم وتقاليدهم، وها هو المركب يسير بنا إلى حيث المصير المجهول، وها هي دموعي تسيل على خدي لا خوفا من ذلك المصير الذي هو مصير كل من تمرد على المستعمر ومصير كل من نذر حياته فداء لأرضه ووطنه، ولكن توجدا على من خلفتهم ورائي من أفراد قبيلتي وأهلي، ولكن علينا التزام الصبر والتأسي؛ لأن الرجال يُعرفون وقت الشدة وهذا لزوم عليهم دون النساء، لكن ما يحز بنفس راكان هو تلك الخيانة والحيالة التي حاكها هؤلاء الملاعين الذين وشوا به إلى الأتراك حتى تم اعتقاله، ويتمنى لو عرفهم وعرف بالتالي أخبارهم، وما زاد في تأسفه أكثر هو لو أن قبيلته يام قريبون منه ويرون ما حصل له لكانوا لأعدائه بالمرصاد وهم ممتطون صهوات خيولهم فرسان شجعان لهم من الصولات والجولات ما يُرهب أعداءهم ويوقع الرعب في قلوبهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>