شيء من دمائهم فأهدره في الإسلام. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب إليه ابنته فقال لا أرضاها لك إن بها سوءًا ولم يكن بها فرجع فوجدها قد برصت فتزوجها ابن عمها يزيد بن جمرة المزني فولدت له شبيبًا فعرف بابن البرصاء واسم البرصاء قرصافة. ذكر ذلك الحافظ في الإصابة، قال: ذكر ذلك الرشاطي. وقال غيره: قال أبوها إن بها بياضًا، والعرب تكني عن البرص بالبياض، فقال لتكن كذلك فبرصت من وقتها.
قال مؤلفه عفا الله عنه: هذا ما ذكره الحافظ في الإصابة. وهناك الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري ولا أدري أيهما الذي حمل الديات مع خارجة بن سنان وإن كنت قبل الاطلاع على ما ذكره الحافظ جازمًا أن الذي حمل الديات هو المرئي وليس المزني، ولكن عندما قرأت للحافظ ومن نقل عنه الحافظ وقد مر بنا في ترجمة أرطأة ابن سهية حينما عيَّره شبيب بن البرصاء بقوله: إنه لم يحصل له ما حصل لآل بيته من العمى. وعرفنا في هذه الترجمة أن شبيبًا أمه قرصافة وهي مُزينة وأبوه يزيد بن جمرة المزني اختلف الأمر علينا فإما أن يكونا اثنين كلاهما الحارث بن عوف بن أبي حارثة وإما أن يكونا واحدًا، واختلف هل هو المرِّي أو المزني. على أن ابن حزم في الجمهرة ذكر يزيد بن جمرة فقال: يزيد بن جمرة بن عوف بن أبي حارثة بن مرَّة هكذا قال. فتبين لي أن مُرَّة اسم وليس نسبًا، فإن كان كذلك فهو مزني بلا شك وإن كان غيره وهو الذي عليه أكثر المؤرخين فهو مُرّي، غير أن في النفس من هذا شيئًا وعسى أن نعود إليه في بحث آخر ليتضح الصواب، والله الموفق.
١٨ - الحارث بن عقبة بن قابوس المزني: من شهداء أحد وهو الذي قال فيه عُمرُ وسعد بن أبي وقاص: إن أحب موتة إلينا موتة المزنيين. لما استشهد مع عمه في أحد وقصتهما كاملة سنوردها إن شاء الله في ترجمة عمه وهب بن قابوس المزني.
١٩ - خزاعي بن عبد نُهْم المزني: من سادات مزينة وهو حاجب صنم مزينة قبل الإسلام، قال الحافظ روى ابن شاهين من طريق ابن الكلبي حدثنا أبو مسكين