للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه كل شيء أعطاه حتى جرده من ثوبه، فأتى أمه فقطعت له بجادًا لها باثنتين. فاتزر نصفًا وارتدى نصفًا ثم أصبح، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - أنت عبد الله ذو البجادين فالتزم بأبي، فالتزم بابه، وكان يرفع صوته بالذكر فقال عمر أَمُرَاءٍ هو؟ قال: بل هو أحد الأواهين، قال التيمي: وكان ابن مسعود يحدث قال: قمت في جوف الليل في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وإذا عبد الله ذو البجادين قد مات فإذا هم قد حفروا له ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حفرته فلما دفناه قال: "اللهم إني أمسيت عنه راضيًا فارض عنه". قلت: وجاء عن ابن مسعود في رواية أخرى فتمنيت أن أكون صاحب الحفرة.

قال الحافظ: وروى عمر بن شبة من طريق عبد العزيز بن عمران قال لم ينزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبر أحد إلا خمسة بنهم عبد الله المزني ذو البجادين. قال وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر وعزبت عليه الطريق فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه: دعني أدله على الطريق فأبى ونزع ثيابه عنه وتركه عريانًا، فاتخذ بجادًا من شعر وطرحه على عورته ثم لحقهم فأخذ يزمام ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنشأ يرتجز:

هذا أبو القاسم فاستقيمي … تَعَرَّضي مدارجًا وسومي

تعرض والجزاء في النجوم

ذكر هذا الحافظ، والأول أصح، والله أعلم.

٤٢ - عبد الله بن مقرّن المزني أحد الإخوة روى عنه محمد بن سيرين وعبد الملك بن عمير كذا قال ابن منده ولم يخرج له شيئًا. قال الحافظ: وقد وقع له ذكر في الفتوح قال سيف في كتاب الرِّدَّة عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال: وخرج أبو بكر يمشي وعلى ميمنته النعمان بن مقرن وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن وعلى الساقة سويد بن مقرن فما طلع الفجر إلا وهم والعدو بصعيد واحد فذكر القصة في قتال أهل الرِّدَّة.

٤٣ - عبد الله بن هلال المزني. ذكره جماعة منهم البزار في الصحابة

<<  <  ج: ص:  >  >>