للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج أحمد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار "حرمت الخمر ونحن نشرب الفضيخ فجعلت أشرب وأقول هذا آخر العهد بالخمر".

وأخرج البغوي من طريق أبي الأشهب عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي توفي فيه فذكر الحديث الذي في ذم الذي يغش رعيته.

قال مؤلفه الله عنه: أبو عبد الله من جلة الصحابة رضي الله عنهم كان في بيعة الرضوان واقفًا على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورافعًا عن رأسه الشريف غصن شجرة. نسب إليه نهر معقل بالبصرة والتمر ابعقلي بها، وأما حديثه المذكور فقد أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، "باب من استرعى رعية فلم ينصح لها".

٧٦ - معن بن أوس بن نصر بن زياد بن أسعد بن سحيم الشاعر الفحل عاش في الجاهلية والإسلام، وقد قدمنا شيئًا من سيرته في الجاهلية. ونستأنف الآن سيرته الإسلامية. قيل: إنه أسلم مع قومه من مزينة، ذكره القطان فإن كان هذا الخبر ثابتًا فهو صحابي لا شك في ذلك، والأستاذ عمر القطان لم يشر إلى مصدر محدّد، وأظنه ساقه بصيغه التمريض ولم أجده في كتب الصحابة، وقد ذكر أنه وفد على عمر مستعينًا به على أمر وخاطبه بقصيدته التي أولها:

تَأَوَّبهُ طَيْفٌ بَذاتِ الْحَوَائم … فَنَامَ رفيقَاهُ وَلَيْس بِنَائِمِ

وهو القائل:

لَعَمْرُكَ مَا أَدْري وَإنِّي لأَوْجَلُ … عَلَى أَيِّنَا تَعْدُ والْمَنِيَّة أَوَّلُ

وَإِنِّي أخُوكَ الدَّائِمُ الْعَهْدِ لَمْ أَحُلْ … إِنْ ابْزَاكَ خَصْمٌ أَوْ نَبا بِكَ مَنْزلُ

أُحَارِبُ مَنْ حَاَربْتَ مِنْ ذِي عَدَاوَةٍ … وَأَحْبِسُ مَالي إنْ غَرِمْتَ فَأَعْقِلُ

وَإِنْ سُؤْتَني يَوْمًا صَفَحْتُ إِلىَ غَدٍ … لِيُعْقِبَ يَوْمًا مِنْكَ آخَرَ مُقْبِلُ

كأَنّكَ تشفي مِنْكَ دَاءَ مَسَاءَتي … وَسُخْطِي وَمَا في رِيْبَتي مَا تَعَجَّلُ

وَإِنِّي عَلَى أَشْيَاءَ مِنْكَ تُرِيبُني … قَديمًا لَذوُ صَفْح عَلَى ذَاكَ مُجْمِلُ

ستَقْطَعُ في الدُّنْيَا إِذا مَا قَطعَتْني … يَمينُك فَأنْظُرْ أَيَّ كَفٍ تَبَدَّلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>