للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ما وراءك؟ فقلت: خيرًا يا أمير المؤمنين فتح الله عليك وأعظم الفتح واستشهد النعمان بن مقرن، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون ثم بكى فنشج حتى بانت فروع كتفيه فوق كتده (١). قال: فلما رأيت ذلك وما لقي قلت: يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده رجل يعرف وجهه، فقال: أولئك المستضعفون من المسلمين ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم، وما يصنع أولئك بمعرفة عمر، ثم أخبرته بالسفطين فقال أدخلهما بيت المال حتى ننظر في شأنهما والحق بجندك، قال: ففعلت وخرجت سريعًا إلى الكوفة. انتهى بتصرف واختصار.

٨٠ - النعمان بن عمرو بن مقرن، ذكره البغوي في الصحابة قال الحافظ أخرج البغوي من طريق جرير عن منصور عن أبي خالد الوالبي عن النعمان بن مقرن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" ذكر الحافظ هذا الحديث في هذه الترجمة وذكر غيره أن هذا الحديث من رواية عمرو بن النعمان بن مقرن.

ثم أوردت تحت هذه الترجمة حديثا لعمرو بن النعمان بن مقرن فقال: أخرج ابن شاهين من طريق يحيى بن عطية عن أبيه عن عمرو بن النعمان بن مقرن قال: قدم رجال من مزينة فاعتلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا أموال لهم يتصدقون منها وقدم النعمان بن مقرن بغنمٍ يسوقها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت فيه {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ} [التوبة: ٩٩].

قال: وعمرو بن النعمان، ابن عم صاحب الترجمة، ويقال هو هو انقلب على الراوي ويقال: إن حديث النعمان هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. انتهى.

قال مؤلفه عفا الله عنه: هذا الكلام وهم من الحافظ رحمه الله.

فإن أولاد مقرن عشرة كلهم ليس فيهم من اسمه عمرو. وهذه الترجمة لا وجود لها بهذا الاسم؛ ولذلك قالوا: إن حديثه مرسل وهو صحيح، أما حديث عمرو بن النعمان بن مقرن فحديثه موصول بوالده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أيضًا صحابي ذكره أبو عمر.


(١) وكان قتله يوم جمعة ولما جاء نعيه إلى عمر خرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر ووضع يده على رأسه وبكى. وقال ابن مسعود إن للإيمان بيوتًا وإن للنفاق بيوتًا وإن من بيوت الإيمان بيت ابن مقرن. اهـ ابن الأثير في الأسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>