ثم إن الحافظ - رحمه الله - ذكر حديث "سباب المسلم فسوق" في ترجمة عمرو بن النعمان بن مقرن فكيف يغفل عنه ويعيد الحديث نفسه بصيغة أخرى في ترجمة أخرى في ترجمة النعمان بن عمرو بن مقرن ولا وجود لهذا الاسم في أولاد مقرن العشرة الذين ثبت عندنا أنهم إخوة، وإنما ذكرت هذه الترجمة لأرد رواياتها إلى بعضها وتصبح من رواية عمرو بن النعمان بدلًا من النعمان بن عمرو، وهذا هو الموافق للصواب حسب اطلاعي على أسماء أولاد مقرن وأنه ليس فيهم عمرو والعلم عند الله تعالى (١).
٨١ - النعمان بن هلال المزني. أورد له الحافظ حديث "قدمنا في أربعمائة من مزينة" إلخ ثم قال: وهذا يعرف بالنعمان بن مقرن كما نبهت عليه في ترجمته اهـ.
قلت: هذا الحديث قد ورد عن النعمان بن مقرن، وخزاعي بن عبد نهم، وأبجر بن الأبجر ولا يمنع ذلك أن يكون من ضمن الأربعمائة هؤلاء النعمان بن هلال فيروي الحديث كما رواه الثلاثة، إذ إن هذا العدد كلهم شهدوا قصة تمر عمر ولا ضير إذا وجدت رواية عند كل واحد منهم على حدة. والله أعلم.
٨٢ - نعيم بن مقرن المزني. قال أبو عمر وهو الذي خلف أخاه النعمان لما استشهد بنهاوند وأخذ الراية فدفعها إلى حذيفة بن اليمان ثم كانت فتوح فارس على يده وقد سبقت الإشارة إلى كتاب عمر للنعمان بن مقرن حين أمره بالمسير إلى نهاوند، وقد زاد ابن جرير أن من كتاب عمر إلى النعمان: إن حدث بك فعلى الناس حذيفة بن اليمان فإن حدث بحذيفة حدث فعلى الناس نعيم بن مقرن.
قال ابن جرير وكتب عمر إلى نعيم بن مقرن أن سر حتى تأتي همذان وابعث على مقدمتك سويد بن مقرن وعلى مجنبتيك ربعي بن عامر، ومهلهل بن زيد، هذا طائي وذاك تميمي، فخرج نعيم بن مقرن في تعبيته حتى نزل ثنية العسل وهي تشرف على همذان فانحدر منها على مدينة همذان فتحصن أهلها فحصرهم فيها وأخذ ما بينها وبين ضواحيها، واستولى على بلاد همذان كلها فلما رأى ذلك أهل المدينة سألوا الصلح على أن يجريهم ومَن استجاب مُجرىَ واحدًا ففعل
(١) وربما بعد البحث والتحقيق يتبين لنا الصواب في غير ذلك فنثبته.