للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد أن يشير إلى شاعريته، وتمكنه من نظم القوافي وبعد أن يتباهي بكرمه وأن بابه مفتوح أبدا وناره لا تخبو عن (دلالة) يقول: إن قهوته صافية، وأن من يقوم بإعدادها مؤهل ذو كفاءة لهذا العمل بدءا من وضع الدلة الشامية على الجمر، وإلى حرصه على تقليب حبات البن هي (الكيف) عنده إلى أن تصفر وتحمر وكأنها الذهب، ثم طريقة سكبها من دلة أخرى خلاف الأولى حتى تكون صافية تماما لا تنتقد حتى مرحلة تذوقها التي هي فن آخر يعرفه المؤهلون لشربها من أبطال الرجال، وممن هم في القمة من المروءة والكرم يشترون القهوة ولو غلا الثمن لا يرجون وراء اقتنائها مكسبا أو تجارة خاصة ويجلبون ما يلزم لها من "الهيل" الذي يجلب من الهند في مركب شراعي.

يقول الخوير وهو من بني عمرو من تميم يى قصيدة القهوة:

قال الذي يبدع على كل قافي … من ضامره ياتن اريام مواليف

بمنومسٍ لقم على بكر صافي … عليه من شغل ابن سكران توليف

خلّه إلى ما تونَّس النذل غافي … وقرب ادلال مثل بط مهاديف

ادلال ما عنهن سنا النار طافي … بوجار من لا دونهن بابهن جيف

امبرهج تسفا عليه السوافي … من خلقته من طق في ركزة السيف

واحمس ولقم بالعجل بالسنافي … بشامية طرف لها الجمر تطريف

حماسها قرم من الغوش شافي … دايم يقلّبها حريص على الكيف

وزله وصفه عن سريب المصافي … من خوفة أحد قال بالكيف يا حيف

كنه إلى منه غشاه الرعافي … نثر الذهب من فوق لوح المشانيف

وابهارها من يمة الهند لافي … في مركبٍ يقداه زجر العواصيف

فنجالها لاشف بين الاشافي … لكن يجذب من شفا شاربه شيف

وإن كان تزمل من طيور هوافي … بيض فسد أفواهها باشقر الليف

صبه لمن يثني خلاف المقافي … يوم الفرنجي يقذف الملح تقذيف

اللي إذا غليت شراها جزافي … ماراطله عند الدلاليل بنصيف

ونفل بها اللي بالمروات وافي … ما دور التجرات به والمصاريف

يا سامع مني اعلوم شافي … خذها من اللي نافل كل عريف

<<  <  ج: ص:  >  >>