٨٧ - الوليد بن زفر المزني. ذكره ابن شاهين وأخرج من طريق هشام بن الكلبي عن رجل من جهينة عن رجل من بني مرَّة بن عوف قال: وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوليد بن زفر فعقد له فأتته امرأته فبكت فنهض ابن عم له يقال له سارية بن أوفى فأخذ نحو النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه فدعا بصعدة (١). فعقد له ثم سار إلى بني مرة فعرض عليهم الإسلام فأبطأوا عنه فوضع فيهم السيف فلما أسرف في القتل أسلموا وأسلم من حولهم من قيس ثم سار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ألف فارس ذكر ذلك الحافظ.
٨٨ - وهب بن قابوس المزني. قد وعدنا بإيراد قصته في ترجمة ابن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس المزني وها نحن نفي بوعدنا.
قال ابن السكن: حدثنا محمد بن طلحة عن محمد بن الحصين بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبيه عن جده قال لقي رجل من مزينة يقال له وهب بن قابوس بالعرج فأسلم وبايعه "يعني النبي" ثم أقام في أهله حتى إذا كان يوم أحد خرج بحبل فيه غنم حتى قدم المدينة فوجدها خلوا فسأل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل له إنه يقاتل بأحد أو قريبًا من أُحد فرمى بحبله وتوجه إليه بأحد فطلعت الخيل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من يوزع عنا الخيل جعله الله رفيقي في الجنة" فتقدم وهب فضرب بسيفه حتى ردها حتى صنع ذلك ثلاث مرات فقتل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه حتى نفرغ له" فلما فرغ التمس فلم يوجد. فقال عمر: ما من الناس أحد أحب إلي من أن ألقى الله بعمله من وهب بن قابوس. قال الحافظ: وقرأت في كتاب النصوص لصاعد اللغوي قال: كان عمر يقول: إن أحب هذه الأمة إليَّ أن ألقى الله بصحيفته للمزني وهب بن قابوس فذكر قصته مختصرًا.
قلت: أما قوله فالتمس فلم يوجد فلا أظنها تثبت. لما قد رواه ابن سعد في طبقاته: قال: أقبل وهب بن قابوس المزني ومعه ابن أخيه الحارث بن عقبة بن قابوس بغنم لهما من جبل مزينة فوجدا المدينة خلوا فسألا أين الناس فقالوا: بأُحد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقاتل المشركين من قريش فقالا: لا نسأل أثرًا بعد عين فأسلما ثم خرجا حتى أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - بأُحد فيجدان القوم يقتتلون والدولة لرسول