للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغ الخراشا والحصانا، أن محمد بن علي بن نشوان قد تكلم فيهم بكلام عند سعود فلما أذن لهم سعود بالرجوع وأقبلوا على البلد خرج عبد الرحمن بن إبراهيم الخراشي وأخوه عبد الله، وعلي بن عثمان الحصيني وابن أخيه عبد العزيز ابن إبراهيم الحصيني وأمسكوا محمد بن علي بن إبراهيم بن نشوان خارج البلد، وضربوه ضربا شديدا ورجع إلى بلد الفرعة وأقام عند أصهار له فيها، ولما بلغ الخبر عثمان بن عبد الله بن إبراهيم بن نشوان وكان إذ ذاك في الجريفة سار إلى بلدة الحريق وطلب منها النصرة لأن آل نشوان، وأهل الحريق كلهم عشيرة من المشارفة من الوهبة من تميم، فسار معه عدة رجال منهم، ودخلوا بلدة أشيقر آخر الليل، ورصدوا على باب عبد الرحمن بن إبراهيم الخراشي، وعلى باب علي بن عثمان الحصيني، فلما خرج عبد الرحمن المذكور لصلاة الفجر أمسكوه وضربوه ضربا شديدا وأمسكوا علي بن عثمان الحصيني وضربوه وجرحوه جراحا شديدة، فقام عليهم أهل البلد مع آل بسام، وحصل بينهم وبين أهل الحريق قتال، فانهزم أهل الحريق إلى بلدهم، وقتل منهم عثمان بن عبد الله بن مقحم) (١).

وقال ابن عيسى في أحداث سنة ١٢٩٢ هـ: (وفي هذه السنة قام عثمان بن عبد الله بن نشوان على عبد الرحمن بن إبراهيم الخراشي في بلد أشيقر فرماه بفرد (٢) فأصابته الرصاصة في رأسه فسقط على الأرض، فظن عثمان أنه قتله، فسار عنه فأتى إليه بعض عشيرته فوجد به رمقا فحمله إلى مكان وأخفاه إلى الليل وبلغ الخبر إلى عثمان المذكور فأخذ يفتش عنه سائر يومه ذلك ليجهز عليه فلم يجده، ولما كان الليل جاء إليه عشيرته آل بسام وكانوا قد اختفوا في النهار خوفا على أنفسهم من آل نشوان فحملوه إلى بلدة شقراء وجارحوه وأخرجوا الرصاصة من رأسه وعافاه الله تعالى، ولما كان بعد ذلك بأيام سطا آل بسام المذكورين على آل نشوان في أشيقر وأخرجوهم منه إلى بلد الحريق بغير قتال، ولما كان في رجب من هذه السنة سطا آل نشوان في أشيقر ومعهم نحو سبعين رجلا من أهل الحريق وكبيرهم الأمير/ محمد بن إبراهيم بن نشوان فدخلوا في داره المعروفة في جانب


(١) ابن عيسى، عقد الدرر ص (٧٤).
(٢) الفرد نوع من السلاح معروف ب (مسدس).

<<  <  ج: ص:  >  >>