للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي إحدى المناسبات قام محمد بن عواد أحد أمراء الصخابرة أهل البديع بالأفلاج (وهم من آل محمد من الفرجان من الصهبة) بغزوة فكسب فيها إبلا إلا أن من ضمن الإبل المكسوبة ناقة اليامي إذ عرفها صديقه شلهوب.

وبمقتضى عادات الحرب والسلم القائمة فليس لشلهوب حق أي ادعاء في ناقة صديقه؛ لأن اليامي وقت الإغارة ما كان جارا لشلهوب، وإذًا فليس له "مثار" أي حق في الناقة.

وإنما طلبها شلهوب مروءة من الشيخ محمد بن عواد.

فأعطاه ابن عواد ناقة صديقه، وأعطاه جوخته كسوة وإكراما له لأجل وفائه مع جاره السابق، ولما وصلت الناقة إلى صالح بن عبد الوهاب اليامي قال هذه القصيدة ثناء على شلهوب وجماعته وأرسلها إليهم:

احمدت رب رد ذروة عليه … من بعد ما راحت مع نسل عواد (١)

من عقبها ماكن عندي مطية … عفت المنام ولذة الشرب والزاد

نخيت فيها أهل العزوم القوية … عمور يسقون العدو سم الاكباد

أخصهم مني سلام وتحية … وبنى لهم بيضا على روس الاشهاد

أخص أبو خالد زبون الونية … لا جا نهار فيه مقفي وطراد (٢)

ياما حمى من عودة كل هية … خيالها ما عاد يقدر للاسناد (٣)

ومن ذلك قصيدة عبد الله بن بلال القحطاني يمدح هذال بن وقيان راعي الأحمر وهو الذي لقبه الملك عبد العزيز بكريم سبلا وكان قد جاوره فشكر جواره.


(١) احمدت: حمدت وإنما عادتهم تسكين المتحرك مثل جاء حمد إلا أنهم يتوصلون للنطق بأول الكلام الساكن بهمزة وصل.
(٢) أبو خالد: شلهوب بن ثويني.
زبون الونية: ملجأ صاحب الفرس الهزيلة.
(٣) عودة: كبيرة السن.
هية: وقعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>