للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قول جلال الفرم إذ كان ضمن رجال الملك عبد العزيز الذين ساهموا في فتوحات جنوب المملكة، وبعد أن عادوا من فتح نجران في طريقهم إلى الرياض مروا بوادي الدواسر ؤكان عددهم كثيرا جدا، فوزعوا أنفسهم على البيوت حيث كان كل أهل عشر ركايب ضيوفا عند صاحب بيت، فقام أهل الوادي بإكرامهم غاية الإكرام وقطعوا عذوق النخيل لهم ولهجنهم لأن الأرض مجدبة من النبات، والهجن قد بلغ بها الهزال والجوع مبلغه.

وبقوا في ضيافة أهل الوادي عدة أيام وهم في أحسن حال حتى استردت ركائبهم أحوالها وتجدد نشاطها، ومن الإكرام الذي وجدوه عند أهل الوادي أيضًا أن أهل الوادي بدلوا القرية القديمة بقرية جديدة، والمزهب - وهو وعاء زاد المسافر - القديم التالف بمزهب جديد وملأوه بالزاد والقهوة البرية والهيل، وعندما رحلوا عن وادي الدواسر قال الشاعر جلال الفرم هذه القصيدة بلحن الهجيني:

يا أهل النضا اللي عليهن كيف … اللي مواركهن جدادي (١)

اثنوا على مكرمين الضيف … على الدواسر هل الوادي

عسى الحيا في ليال الصيف … يمطر على دار الاجواد

دواسر ماتبي تعريف … في المرجلة فعلهم زاد

وقد يكون ما قيل في مدح آل السديري يبلغ ديوانا وإنما أثبت من الشعر غير المطبوع نماذج لما أنا بصدده.

ومن هذه المدائح قصيدة خشان بن مسرع أبو فقايا اليامي في مدح معالي الأمير خالد بن أحمد السيدري رحمه الله وهي من اللحن الشيباني.

قال حشان:


(١) النضا: الهجن.
الموارك: جمع ميركة: وهي جلد منقوش يوضع على غارب الجمل للزينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>