ونقض عهد المسلمين، فحشد إليه عبد العزيز رحمه اللَّه تعالى بجنود المسلمين، فحصره في بلده أشد الحصار، فخرج من البلد هاربًا، فأرسل أهلها إلى عبد العزيز وصالحوه. وبايعوه على دين اللَّه ورسوله والسمع والطاعة، واستولى عليها، واستعمل فيها أميرًا سليمان بن عُفَيْصان.
وفيها قدم صاحب اليمامة حسن البجادي وافدًا على الشيخ وعبد العزيز ومعه رؤساء بلده، وبايعوا على دين اللَّه ورسوله والسمع والطاعة، ورجعوا إلى بلدهم. فلما كان بعد أيام قلائل نكثوا العهد، وحاربوا المسلمين.
وذلك بمُمَالأة من أناس من أهل الدلم، فأرسلوا إلى زيد بن زامل فجاء ودخل البلد وهرب منها ابن عُفَيْصَان، ومن كان معه من المرابطة، واستولى زيد على البلد، وقام في الحرب، وتظاهر عليه هو وآل بِجَاد. وكانوا قبل ذلك قد توجهوا على سعود بالنساء، وهو محاصرهم ومُضَيِّقٌ عليهم واستولى على بلد السَّلَمِيِّةِ، وأمسك محمد البجاديَّ وولده، فرده سعود فيها لذلك، فلما خان أهل الدلم وقدمها زيد تظاهروا على العرب.
وقال ابن بشر أيضًا: وفي سنة ١١٩١ هـ سار عبد العزيز غازيًا إلى الخرج ونازل أهل الدلم، ودخلت العَدْوَاتُ إلى نواحي الحِلَّة وضيق على أهلها، وكان رئيسها زيد بن زامل غائبًا عند البجادي في بلد اليمامة، فحين بلغه منازلة عبد العزيز لأهل بلده استنجد، واحتفل بجيش ورجال، وسار إليهم، فلما وصل إليهم وإذا رجال المسلمين داخل البلد، فجعل مَسْطَاهُ على مناختهم ومن فيها، وكان فيها عبد العزيز والثقيل من رجال القوم والركاب، فأوقع بهم، فاقتتلوا قتالا شديدا، قُتِل فيه من المسلمين نحو عشرين رجلا، وأخذ بعضا من ركابهم، فلما أحسَّ الذين في البلد بالوقعة خرجوا منها فدخل زيد وقومه البلد، فرحل عبد العزيز ومن معه وقصد بلد نَعْجَان وقطع فيه نَخيلا ودمر زروعا وقتلوا رجالا. انتهى.
وقال الفخاري: وفي سنة ١١٧٦ هـ ارتدَّ أهل وثيثية، وقتلوا عبد الكريم بن زامل.
وفي سنة ١١٩٦ هـ، فيها قتل زيد بن زامل العايذي شيخ بلد الدلم قتلوه سُبَيْع، في وقعة بينه وبينهم.