فأجابه الشيخ محمد بن هادي بقوله:
حي الكتاب اللي به العفص مرشوم … حيه وحي اللي مشي حشمة له
ساعة قرينه شفت ما عفت مرسوم … رد النقا تركي وهو منحي له
يا سابقي غاش عتيبه منك لوم … مثل الربيع اليا غشا نجد كله
كدي على العتبان خمسة عشر يوم … قعدان والجمال حنا هل آله
وإن كان رمحك باول الخيل ملحوم … فانا برمحي حامي نجد كله
من شافنا بالحلم يقعد من النوم … ومن شافنا بالعلم بطنه يهله
عدونا لو جض ما هو مليوم … واللي وراه يجض من جضت له
حربك اللي جانا نقلناه بسهوم … وتر حربنا لا جاك ما احتلت شله
ما نشتحن للحرب والحرب مفهوم … ويا سعد منا باللقا فزعت له
ما خلقت الدنيا ولا الناس في يوم … واللي تمني حربنا مضحي له
وإن كان في نفسه فلا هوب مليوم … نعم الشوارب وافي الشبر كله
متوسط ما بين عتبان وبقوم … واللَّه علم في دق سلكهـ وجله
أما الشيخ شافي بن شبعان شيخ قبيلة بني هاجر فعندما حصل بينه وبين قبيلة العجمان خلاف، أركب للشيخ محمد بن هادي شيخ قحطان يطلبه النجده، وقلد الذلول هِمْلا وهو نوع من الهرس تستعمله البادية لطلب النجدة من القريب فإن أراد المرسل إليه مساعدتهم قطع القلادة من الذلول. وإن اعتذر تركها، وقد أرسل شافي مع الذلول وراعيها هذه الأبيات يذكر فيها أن جنبًا تجمع بني هاجر وعبيدة من قحطان ويذكره أنهم أقرب لبعضهم فقال (١):
يا راكب حمرا بلون ساحمه … ترعى الزهر لين الشحم فوقها زام
فوقه صبي ما تغير كلامه … يدي الخير يم الرفاقة بالأولام
يا جنب تركوا الرثا والحمامه … احموا لنا من قبل حل التندام
صبيان قحطان غشاهم ملامه … ولها على صبيان جنب تلملام
يا سابقي غاش عتيبه منك لوم … مثل الربيع اليا غشا نجد كله
(١) انظر المزيد في كتاب من آدابنا الشعبية.