للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما نزلت أزد شنوءة السراة وجدوا بها امرأة من قوم عاد بن قحطان فقالت: أنا أعلم بالبلاد منكم فسارت بهم حتى أنزلتهم أرضًا تسمى طريب فقالت: هذه طريب (١) حجر ضر، وجبلها وعر، يلقى الراعي بها شر، ثم خرجت بهم حتى أتت كراء، فقالت: هذه كراء، مرحلة قاتلة للنساء، ثم سارت إلى بيشة فقالت: منزلة خربة، آمنة مانعة. فنزلت الأزد بهذه المنازل كلها.

٢ - وصاحب "الأغاني" يحاول أن يورد خبر افتراق أهل مأرب خاليًا من بعض ما ألصق به من خيال، فيقول -في حديث طويل- (٢):

فلما أرسل اللَّه سيل العرم على أهل مأرب -وهم الأزد- قام رائدهم فقال: من كان ذا جَمَل مِفَنّ، ووَطبٍ مدَن، وقُرْبة وشَنّ، فلينقلب عن بقرات النعم، فهذا اليوم يوم هَم، وليلحق بالثني من شَنّ -فيقال وهو [جبل] بالسراة- فكان الذين نزلوه أزد شنوءة. ثم قال لهم: ومن كان ذا فاقة وفقر، وصبر على أزمات الدَّهر، فليلحق ببطق مَرّ، فكان الذين سكنوه خزاعة. ثم قال لهم: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والأمر والتأمير، والديباج والحرير، فليلحق ببُصْرى والحفير-وهي من أرض الشام- فكان الذين سكنوه غسَّان. ثم قال لهم: ومن كان منكم ذا هم بعيد، وجَمَل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عُمان الجديد، فكان الذين نزلوه أزد عُمان. ثم قال: ومن كان يريد الراسخات في الوَحْل، المطعمات في المحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فكان الذين نزلوها الأوس والخزرج.

٣ - ويعتبر الهمداني من أوثق من يتحدث عن اليمن وقبائله، وقد أورد في "صفة جزيرة العرب" كلامًا طويلًا عن تفرق الأزد يحسن إيراده بنصه قال: ولما خرج عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء، هو ومالك بن اليمان من مأرب في جماعة الأزد، وظهرا إلى مخلات خولان وأرض عنس، وحقل صنعاء فأقبلوا لا يمرون بماء إلا أنزفوه ولا بكلأ إلا أسحقوه لما فيهم من العَدَد والعُدَد، والخيل


(١) في المطبوع (طرب) خطأ وطريب واد معروف يقع شرق بيشة وهو من روافد وادي تثليث (بقرب الدرجة ١٥/ ٤٣ طولا وبين: ٣٠/ ١٨ و ٣٠/ ١٩ عرضا) وهو الذي سكنته طيئ قبل الجبلين وفيه قال راجزهم: اجعل طريبا كحبيب ينسى لكل قوم مصبح وممسى وورد في "معجم البلدان" مصحفا (ظريب).
(٢) "الأغاني" ج ١٩، ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>