قالت: قد سمعت قولك في الولد، وإني لمن نسوة ما دخلت امرأة منهن على سيد قط فرأت حمراء، حتى تلد سيد من هو منه.
وقد ولدت لعثمان: عمرًا وعمر وخالدًا. وأبان ومريم (١).
٤ - أم شريك زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال ابن سعد في "الطبقات": أسلم زوج أم شريك، وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، وهو أبو العكر، فهاجر إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أبي هريرة مع دوس حين هاجروا، قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك على دينه؟ قلت: أي واللَّه إني لعلى دينه، قالوا: لا جرم واللَّه لنعذبنك عذابًا شديدًا، فارتحلوا بنا من دارنا ونحر كنا بذي الخلصة وهو موضعنا، فساروا يريدون منزلا وحملوني على جمل ثفال شر ركابهم وأغلظه، يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون فنزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس، حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، ففعلوا ذلك بي ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه. قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت: فواللَّه إني لعلى ذلك وقد بلغني الجهد إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسًا واحدًا ثم انتزع مني، فذهبت انظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض، فلم أقدر عليه، ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسًا ثم رفع، فذهبت انظر فإذا هو بين السماء والأرض، ثم دلي إلي ثالثة فشريت منه حتى رويت وأهرقت على رأسي وجهي وثيابي، قالت: فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة اللَّه؟ قالت: فقلت لهم إن عدوة اللَّه غيري من خالف دينه، وأما قولكم من أين هذا، فمن عند اللَّه رزقًا رزقنيه اللَّه، قالت: فانطلقوا سراعًا إلى قربهم وإداواهم فوجدوها موكأة لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع الإسلام، فأسلموا وهاجروا جميعًا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع اللَّه لي، وهي التي وهبت نفسها للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهي من الأزد، فعرضت نفسها على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-،