وطبيعي أن هذه التربة الخصبة المتراكمة سنة بعد أخرى بما تحويه من مواد عضوية ورطوبة مختزنة قد زادت في مقدرة النباتات على الحصول على حاجتها من المياه.
والصور الفوتوغرافية التىٍ أخذت للمنطقة داخل الحمى وخارجه ثم مقارنة العشائر النباتية فيهما تظهر مدى الفرق الكبير بين داخل الحمى وخارجه، فهي في منطقة الحمى قد أصبحت تغطيها الحشائش المختلفة بغطاء كثيف، كما تقل فيها بشكل واضح الأشجار والشجيرات وأكثرها لا تصلح غذاء للماشية في حسين تزداد الأشجار والشجيرات خارج الحمى مع قليل من بقايا الحشائش.
وهذه الظاهرة الأخيرة، أي تناقص عدد الأشجار والشجيرات، (وأغلبها لا قيمة غذائية له) داخل الأحمية عما هو الحال في المناطق غير المحمية، تعتبر ظاهرة هامة ومرغوبة وهي تدل على مدى مقدرة حشائش المراعي الجيدة على القضاء على النباتات غير النافعة إذا ما أعطيت الفرصة واتبعت سياسة سيليمة تسمح بحدوث ذلك، فلنعط الفرصة للنافع للتغلب على عديم الفائدة وكانت أهم النباتات في داخل الحمى هي الفرقاء Themcda Triandrac تعتبر من أهم نباتات الرعي ذات القيمة الغذائية والرعوية العالية. والتي قد تكون ذات أثر كبير في تحسين المراعي وكذلك بعض أنواع النصي Aristida spp، والسخبر Cymbopogon Scheamanthus والحمرور Hyparrhenia.SP، وقليل من نبات السواسي Polygala Sp وكلها حشائش أو نباتات لها أهميتها من الناحيية الرعوية، في حين أن المنطقة خارج الحمى كانت تنتشر فيها أشجار العرعر Juniprus Procera، وأشجار العتم، وشجيرات الشث Dodonea Viscosa، وهذه الأخيرة قد تكون أكثر النباتات إنتشارًا في هذه المنطقة خارج الحمى، ويبدو أن عدم قابليتها للرعي قد أعطاها فرصة للتكاثر، وهي لذلك قد احتلت مكان الحشائش والأشجار المختلفة التي أزيلت من بيئتها الطبيعية، إما عن طريق الرعي الجائر أو لأي سبب آخر وهي في ذلك تنتشر لتملأ الفراغ الذي تركته هذه النباتات، وهذا مثل لما يحدث من خلل في التوزيع الطبيعي للنباتات نتيجة لسوء الاستغلال أو الاستعمال، وقد يحدث نظير له في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية بانتشار شجرة المسكيت Prosopis Juliflora وبعض أنواع العرعر.