للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحساء حيث وصلها في صباح يوم ٤ محرم ١٢٨٩ هـ، حاملا معه هدية من سعود بن فيصل عبارة عن حصان وناقتين قبلها الفريق محمد نافذ باشا، ولم يضيع فيصل المرضف الوقت فاجتمع في مساء يوم وصوله بالمتصرف حيث تم الاتفاق على إرسال مندوب من قبل المتصرف إلى سعود بن فيصل شريطة بقاء فيصل المرضف مع المتصرف حتى عودته سالما. بعث متصرف لواء الأحساء في مساء اليوم مندوبًا من قبله هو محمد رفعت بك يرافقه جنديين وأحد رجال سعود بن فيصل لحمايته حاملا معه هدية المتصرف عبارة عن ملابس وعباءات ومسدسات وسيوف وثمانية أكياس أرز وتمور وكتب رسالة لسعود بن فيصل جاء فيها:

"إذا أردت أن يعهد إليك بحكم البلاد فيجب عليك أن تعترف بتبعيتك للدولة العثمانية ودفع المصاريف التي أنفقتها الدولة على الحملة ويمكن أن تدفعها على أقساط علاوة على أن تدفع مبلغًا سنويًا مثل ما كان يدفعه والدك، على أن تدفع المبالغ المستحقة التي توقف دفعها إلى الوقت الحاضر، وإرسال اثنين من أبنائك كرهائن إلى بغداد، وأن لا تمارس أية سلطة في مينائي القطيف والعقير. . وأن تعترف بأن سلطتك محصورة في الأحساء ونجد. . فإذا وافقت على هذه الشروط فيمكنك القدوم إلى العقير مع قليل من الأتباع حيث ستتم مقابلتك، أما إذا لم تعجبك الشروط فإمكانك الحضور إلى الأحساء، إذ ستعيد لك الدولة العثمانية أملاك والدك من النخيل في الأحساء والقطيف ولن تفرض عليك ضرائب وسيخصص لك مرتب شهري قدره ألف ريال، وعلى أن تمضي فترة ستة شهور بعد الانفاق للتأكد من الطاعة وتنفيذ الاتفاق، وإذا لم تقبل هذه الشروط فإمكانك أن تستمر في الثورة حتى يحين وقت القبض عليك بالقوة وعندها ستعامل كمنشق على الدولة العليا" (١).

وقال أحمد بن خليفة الغتم: "إنه إذا فشلت مهمة فيصل المرضف واتضح لسعود أن العثمانيين غير راغبين في تسوية تضمن انسحابهم من الأحساء والقطيف فإن سعودًا سوف يسير ليخيم في جودة وينتظر أخاه الإمام عبد اللَّه بن فيصل هناك ومعه شيوخ نجد الآخرين ليقرر القرار الذي يختاره اللَّه".


(١) التصدي السعودي للحكم العثماني - د. عبد اللَّه السبيعي ص ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>