للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ويبدو أن سعود بن صنيتان كان في مهمة لجلب سلاح من البحرين لسعود ابن فيصل" (١) فشلت تلك المراسلات في بناء الثقة بين الطرفين لا سيما بعد أن عرف سعود بأن المنصرف قد بعث يستدعي الإمام عبد اللَّه بن فيصل في ١٣، ذي الحجة ١٢٨٨ هـ/ ٢٣ فبراير ١٨٧٢ م، وتكراره دعوته رغم رفض الإمام عبد اللَّه الذي عرف العثمانيين وتعامل معهم عن كثب فتابع اتصاله بشقيقه مبررًا رفضه بحجج عدة وبأمور تمنعه من القدوم ومنها المرض (٢).

وكان سعود بن فيصل حينئذ على وشك الهجوم على القطيف يصحبه جمع من قبائل بني هاجر والعجمان وآل مرة وقد أزعجت تلك الانتفاضة السلطات العثمانية وخاصة التفاف قبيلتي العجمان وآل مرة حول آل سعود واحتمالية عودة الألفة والتقارب بين الإمام عبد اللَّه وأخيه سعود (٣).

مال الإمام عبد اللَّه بن فيصل إلى الموافقة على المبادرة التي أطلقها أخوه سعود بتوحيد جهودهما للتصدي للعثمانيين وكان عبد اللَّه يتجاهلها فيما مضى. فقد كتب سعود لأحد رجال الوكالة السياسية البريطانية في البحرين في ٢٠ ذي الحجة ١٢٨٨ هـ/ ١ مارس ١٨٧٢ م، رسالة جاء فيها:

"وصل ناصر بن حمد المبارك إلى هنا مندوبًا من أخي عبد اللَّه وطلب مني التوصل إلى سلام والدخول في ترتيبات معه وقد وافقت. . . ولأنكم أصدقائي رأيت من الضروري إحاطتكم بهذه التطورات" (٤).

كما أفادت الأخبار القادمة إلى البحرين من الرياض أن الإمام عبد اللَّه بن فيصل قد نصب رايته خارج الرياض وأعلن استعداده للجهاد، وأن شيوخ قبيلتي شمر وعنزة وابن قرملة شيخ قبيلة قحطان قد أعلنوا استعدادهم للانضمام إليه والرغبة في المسير معه للانضمام إلى سعود بن فيصل في عيون الجبيل (٥).

وكان الإخوة الثلاثة قد قسموا جيشهم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يقوده الإمام عبد اللَّه بن فيصل ويتكون من رجال من قبيلتي بن هاجر والدواسر وعهد له


(١) نفس المصدر ص ٤٣.
(٢) نفس المصدر ص ٤٤.
(٣) نفس المصدر ص ٤٦.
(٤) نفس المصدر ص ٤٧.
(٥) نفس المصدر ص ٣٥، ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>