للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخطوطات عن الأشراف وعلى رأسها مخطوط "عمدة الطالب في آل أبي طالب"، تبين أن هناك العديد من الأشراف من سلالة الحسن أو الحسين وباقي الهاشميين قد تفرقوا في البلاد، وحتى بلاد المعجم وخراسان والهند لَمْ تخل من وجود كيانات منهم تكونت من أناس قد مكثوا في تلك الديار، هذا طبعًا خلاف ما هو موجود في الأمصار العربية، وبعض الأشراف قد حُصر نسبه. وعُرف في مخطوطات نسابة الأشراف، والبعض الآخر انقطع ذكره أو حصره عند تاريخ معين، مثل حويط مؤسس الحويطات وحسن الوحيدي مؤسس الوحيدات وغيرهم، وهذا لظروف معينة، وكما مر ذكر قصة حويط مع بني عطية، واستقرار علم أهل حويط أنه قد توفي وانتهى وشاع أمره في حينه عند نسبة الأشراف في منتصف القرن التاسع، وكانت النهاية لذكر أي شيء عنه في أي مخطوط بعد القرن العاشر الهجري.

وما زال محققو الأشراف في العصور القريبة أو غيرهم من الباحثين العرب ما زالوا يحصرون في مصنفاتهم بعض القبائل أو العشائر التي تفرَّقت، ليس في خارج الجزيرة بل في داخل الجزيرة في المملكة العربية السعودية، وذكر نسابة (١) الأشراف أن الجرباء إحدى بطون شَمَّر وآل صويِّط (٢) أشراف، وذكر الحقيل أن من الأشراف آل حسن وال بويت في قبيلة الظفير وبعض عشائر في بارق بعسير، وهناك عشائر اندمجت مع جُهَيْنة، وكذلك عشائر في بلدة صبيًا لَمْ يعرف على وجه اليقين النسب لها في شجرة الأشراف، وهناك العلجي في بني خالد لَمْ يؤكد نسبهم للأشراف، وكذلك من الأشراف آل سعدون رؤساء المنتفق في العراق، وآل مغامس كان لهم ذكر في الحساء حتى القرن السابع الهجري، وغيرهم الكثير لَمْ يعرف على وجه الدقة لأي فرع ينسبون في الأشراف، وكل ما قد عرفه الباحثون من البحث الميداني أو ثقات الرواة متبعين مبدأ أن النّاس مأمونون على أنسابهم بأن تلك العناصر من الأشراف، وطبعا القياس مُطَبَّق على الأشراف في البلاد العربية، ولربما اعترى بعض الكيانات التشكيك لنسبها إلى الأشراف، كما وضح مع الحويطات بصورة أليمة من قبل محققي العصر في القرن العشرين الميلادي.


(١) هو الشريف البرادعي الحسيني وأيده الحقيل في أن كبار رواة الجرباء نسبهم للأشراف.
(٢) اختلف الحقيل مع البرادعي وذكر نسب آل صويط إلى "بني سُلَيم العدنانية الشهيرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>