ثانيًا: نوضح أنه بصدد التحقيق الجاري مع الحويطات فليس الإسناد معتمدًا فقط على ثقات الرواة، ولكن لوجود حويط في شجرة الأشراف الحسينيين بالمدينة المنورة ومناسب بالقياس الزمني لبدء تكوين ونماء عشيرة الحويطات.
وكما نؤكد أن اسم حويط هو اسم واحد في الشجرة الحسينية أو الحسنية ولم يتكرر هذا الشخص في أزمان لاحقة أو سابقة، مما يجعلنا أكثر اطمئنانًا لصحة التحقيق التاريخي عن أصل عنصر الحويطات للأشراف، كما تواتر عند رواتهم منذ أجيال طويلة قد مضت وتمسكهم بذلك النسب.
ثالثًا: نحيط القارئ العزيز عِلمًا بأن نسل الحسين السبط بن علي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في جميع البلاد هم من ولَده الوحيد علي زين العابدين الذي نجا من مذبحة كربلاء بالكوفة من بلاد العراق، وقد قُتل جميع أبناء الحسين ومعهم ستة عشر من أهل بيته وستين من شيعته، ولا يخفى على أحد أن تلك المذبحة المروِّعة لآل بيت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، على رأسهم سبط النَّبِيّ الحسين المحبوب إلى قلب جده المصطفى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كانت من تدبير الخليفة الظالم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، ومن تخطيط عامله على العراق (الوالي) عبيد الله بن زياد الأموي الفاجر، ومن تنفيذ قائد جيشه عمر بن سعد بن أبي وقاص القُرشي، الذي انجرف وراء الأمويين ظُلمًا وطمعًا في الدنيا، وقد استحلوا جميعًا دم الحسين ومن معه من آل البيت رغم قلتهم وضعفهم، وقد تنبأ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته بمصير حفيده الحسين وقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يُصْرع الحسين في بابل (أي بلاد العراق)، ثم قال: كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغُ في دم أهل بيتي!!، فقد صدقت رؤيا الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لما أن المُحرِّض الأول أثناء معركة كربلاء في الإجهاز على الحسين كان شَمِر بن ذي الجوشن (١)، وكان أبرص ووجهه مسحوب ومدبب وعيناه مستديرتان قليلة البياض كأن وجهه كلب، وما به من برص يؤكد أنه هو ذلك الكلب الأبقع الذي أخبر عنه النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص القرشي أشد قسوة من شَمِر بن ذي الجوشن فقد أمر بالخيل أن تطأ بحوافرها جسد الحسين الطاهر بعد أن حَزَّ رأسه عدو الله سنان بن أنس، وقد ساوت الخيل جسده بالأرض في كَربُلاء!!، وحقًّا