للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شدخت ما كان بينكم من دم تحت قدمي هاتين فلا تباعة لاحد على أحد في دم وإني قد حكمت لقُصي بحجابة الكعبة وولاية أمر مكة دون خُزاعة لما جعل له حُليل وأن يخلي بينه وبين ذلك وأن لا تخرج خُزاعة عن مساكنها من مكة (١). وهذه الرواية مع غيرها من الروايات المماثلة لها والتي ذكرت، تثبت بأن قصة "أبو غبشان" وزق الخمر غير صحيحة وباطلة، فخُزاعة تخلت عن ولاية البيت بالقوة كما تقول الروايات.

وفي رواية هامة عن الحالة التي كانت بين خُزاعة وقريش، قال البيهقي: لما صار مفتاح البيت إلى قُصي بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر، ووقعت الحرب بين خُزاعة وبين فِهْر فأخرجتهم بنو فهر (قريش) من مكة، وصار لهم المفتاح والسلطنة إلا أن خُزاعة لم تَدِن بسلطتهم ولا سائر كنانة، ولم ينقَدْ بعض رؤسائهم إلى بعض فاتفقوا على الرياسة بأشطارها المعلومة عندهم وهي ستة:

الأولى: السِّدانة، وهي ولاية مفتاح الكعبة.

الثانية: الرفادة، وهي الطعام الذي يُصنع في الموسم لفقراء الحجاج.

الثالثة: السقاية، وهي حياض من أدم كانت على عهد قريش نوضع بفناء الكعبة ويشرب الحجاج منها.

الرابعة: دار النَّدوة، كانوا يجتمعون فيها للمشاورة.

الخامسة: اللواء.

السادسة: إمارة الجيوش والكتائب.

وأعلى هذه من جهة الدين الكعبة، ومن جهة الدنيا الإمارة وكان قُصي قد جمعها كلها.

وقيل في قريش:

أبوكُمْ قُصَيٌّ كانَ يُدْعَى مُجَمِّعًا … به جَمَّعَ اللَّهُ القبائل من فِهْرِ


(١) أخبار مكة ١/ ١٠٦، ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>