للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشير المتقدمون إلى أن باهلة وغَنِيَّا قد انفصلتا عن بني قيس عيلان، وانضمتا إلى قيس جديلة كما جاء في "المختلف والمؤتلف" (١) للدارقطني من قول الزبير بن بكار: جديلة بنت من ولدت فهما وعدوان ابني عَمْرو بن قيس عيلان، وإليهما ينسبون، يقال لهم قيس جديلة، وعن أبي عبيدة: جسر بن محارب وغني وباهلة وفهم وعدوان وجديلة يد واحدة كلهم من مضر انتهى.

وهذا يدل على تباعد قبيلة باهلة عن قبيلة غطفان التي هي أقرب إليها نسبًا ودارًا، وقد حدث هذا التباعد في عهد متقدم - كما ستأتي الإشارة إليه في خبر مشاركة باهلة في يوم جبلة.

وسيأتي في أنباء مجاولات هذه القبيلة مع غيرها أنها كانت داخلة في بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، حتى قتل ابن المنتشر الباهلي، فحدث بينهما وبين بني جَعْدة ما كان سببًا في تفرقها، ولعل استقرار بعض فروعها في بلاد بِيْشَةَ كان من أثر ذلك، وقد ذكر المتقدمون أن باهلة لما قتل المنتشر ثلاثة نفر من جعدة استجارت بعقال بن خويلد بن عامر بن عقيل العُقَيْلي فأجارها (٢)، ومعروف أن من بلاد بني عُقيل العَقِيْق المعروف الآن باسم وادي الدواسر، ولعل هذا يبين لنا الصلة بين باهلة وبين قبيلة الدواسر سكان الوادي الذين هم أخلاط من القبائل العدنانية والقحطانية. ومن النصوص القديمة ما يشير إلى صلة بين بني نُمَيْر وبين باهلة، فقد جاء في كتاب "جمهرة النسب" في الكلام على نسب نمير (٣): وخليف بن عبد اللَّه بن الحارث بن نُمير، كان سيد نُمَيْر في زمانه، وهو الذي عقد الحلف بين بني عامر وبين قبائل بَجِيْلة الذين صاروا في بني عامر وفيه يقول القائل:

إن خُلَيْفًا خَلَّفَ الخَوَالِفَا

وأَلَّفُوا بَاهِلَةَ الزَّعَانِفَا

وكَانَ فِينَا يَضْرِبُ الكَتَائِفَا


(١) ١/ ٥٢٩.
(٢) "جمهرة النسب" لابن الكلبي ٢/ ٣٠ وعقال هذا هو قاتل دهر الجعفي يوم النخيل "الأغاني" ٥/ ١٨.
(٣) "جمهرة النسب" لابن الكلبي ٢/ ٦٠ - ط العظم- وص: ٣٧٣ - ط: ناجي حسن-.

<<  <  ج: ص:  >  >>