للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس المقام مقام تعمق في بحث هذا الموضوع.

ولا تمدنا المصادر التي بين أيدينا بتفاصيل عن أمكنة استقرار الباهليين بعد تشتت فروعهم. أما ما يتناقله العامة منهم، من غيرهم فملخصه: أنهم كانوا يسكنون في الغاط (لِغَاط) وهذا في القديم كان من منازل بني ضَبَّة القبيلة التي اندمجت فروعها في بني تميم - وأنه حدث بين الباهليين وبين جيرانهم نزاع اضطروا على أثره إلى الارتحال إلى المذنب في القصيم، وكان يحدث بينهم وبين جيرانهم الأولين في الغاط مناوشات، ولهذا لا يزال خلِّ يقع في النفوذ الشرقي من المِذْنَب يعرف باسم (سُوَيْق باهلة) لأنهم كانوا يسلكونه في الإغارة على بلدة الغاط، فبيتوا فيه ومنه انهزموا فعرف بهم -كذا يتناقل بعض العامة-.

وبعد خلاف ونزاع بينهم وبين سكان بلدة المذنب من النواصر من بني تميم، ارتحلوا من البلدة، وباعوا أملاكهم، ولا يزال في تلك البلدة (قصر البواهل) معروفًا، وهو الآن خراب، وقد سلكوا في طريق ارتحالهم من المِذْنَبِ خلا في رمال الشُّقَيِّقَةِ لا يزال يعرف بهم (خَلَ البواهل) (١) واستقروا في بلدة وادي نفي، وحفروا فيه آبارًا وزرعوا، وجرت بينهم وبين أهل الدوادمي بعض مناوشات حيث قتلوا رجلا يدعى (الزُّويكي) حمله قومه أهل الدوادمي حتى دفنوه في هضبة عرفت باسم (هضبة الزويكي) شمال هِضَاب (السَّمَنَات) المعروفة هناك.

ونشأ عن نزاعهم مع أهل الدوادمي أن انتقلوا إلى وادي الأَثلَة، وباعوا آبارهم في وادي نفي (نَفْء) على آل سُوَيْلم من العوازم، وقد استقروا في الأثلة وعمروها، وكانوا أربع أسر، ولكل أسرة فروع:

١ - آل سُبَيِّل.

٢ - آل عبد اللطيف: وجدهم مَعْيُوف.

٣ - آل عُوَيْويَد: وجدهم يعيد - بالياء المثناة التحتية فالعين المهملة مكسورة بعدها ياء أخرى فدال مهملة.

٤ - المطاويد: واسم جدهم صَقْرٌ.


(١) يقول فيه الشاعر العامي سليمان بن شُرَيم:
ومَمْشاه مع (خَلّ البواهل) سَفَارَهُ … ومِقْيَالُها فِي مَرْبَخٍ فيه مِشْجَار
ويسمى أيضًا هذا الخل (خلّ السُّلَيْمة).

<<  <  ج: ص:  >  >>