للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: حنيفة (١) هو ابن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط ابن هنب بن أفصى بن دُعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. تتفرع إلى بطون كثيرة، وكانت تقطن اليمامة ثم تفرقت في كثير من البلدان فسكنت الزوراء ورصافة الشام (٢) وكانت في أوائل الإسلام أدنى بلاد الشام إلى الشبح والقيصوم وأثال من أرض اليمامة ووادي العِرض باليمامة وفيشان من قرى اليمامة بنجد.

وتعد بنو حنيفة من القبائل المحاربة ذات البأس، فمن أيامهم وقعة كانت في موضع يقال له الظهر بينهم وبين عمرو بن تميم، ويوم ذي أراضي كان بين بني حنيفة وحلفائها من بني جعدة وبني تميم، ويوم ذي ذرائح كان بين بني عمرو بن تميم وبني حنيفة، ويوم ملهم كان بين تميم وبني حنيفة، ويوم الفلج الأول كان لبني عامر بن صعصعة على بني حنيفة، والفلج الثاني لبني حنيفة على بني عامر، ويوم النشناش كان بينها وبين عقيل.

وقدم وفد من بني حنيفة سنة ٩ هـ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان فيهم مسيلمة ابن حييب الحنفي المشهور بالكذاب. وكانت بنو حنيفة من أشد العرب شوكة في حروب الردة، فسار خالد بن الوليد إلى بني حنيفة يحاربهم وسار مسيلمة في جمع من قومه فنزل حذاء، وكانت بينهما وقعات دامية انهزم فيها مسيلمة شر هزيمة.

وأما عباداتهم في الجاهلية فكانوا يعبدون الأوثان فكان لهم صنم يعبدونه فلحقتهم في بعض السنين فأكلوه، وقد كان مصنوعًا من الحلوى والسمن والعسل، وكانت منهم جماعة قد اعتنقت النصرانية.

قلت: وقد تزوج الإمام علي بن أبي طالب من بني حنيفة وأعقب ابنه محمد ابن الحنفية ومنه فرع مشهور في العلويين.

وقال كحالة عن شيبان وهي أشهر قبائل بكر بن وائل:


(١) في نهاية الأرب للنويري أن الزبير بن بكار قال: حنيفة امرأة نسب إليها ولدها وهي حنيفة بنت كاهل بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وفي روض الأنف ج ٢ ص ٣٤٠ أن اسم حنيفة (أثال).
(٢) ومن بني حنيفة في الزبير في العراق أيضًا نزحوا إليها في عصور متأخرة قبيل الحكم العثماني وبعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>