من محمد رسول اللَّه إلى هوذة بن علي: سلام على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر؛ إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك".
أما ثمامة فقصد مكة معتمرًا، وأهلها إذ ذاك مشركون، فوافقه خيل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأسرته فأتى به إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمر بربطه بسارية من سواري المسجد وكان إذا مر به قال له:"ماذا عندك يا ثمامة؟ " فيقول: عندي خير إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تُعط. . فأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بإطلاقه فأعلن ثمامة إسلامه، وذهب إلى مكة معتمرًا فقالت له قريش: صبأت يا ثمامة؟ فقال: لا ولكني أسلمت، وواللَّه لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن محمد.
ثم عاد إلى اليماعة فمنع أهلها أن يحملوا إلى مكة شيئًا فكتب أهل مكة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنك تأمر بصلة الرحم، وقد قطعت أرحامنا قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع.
فكتب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ثمامة أن يخلي بين أهل اليمامة وبين حمل الطعام إلى مكة.
ولما استقام الأمر للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في المدينة قدم عليه عام الوفود (العاشر من الهجرة) وفود من جزيرة العرب ومن ضمنهم وفود اليمامة ووادي حنيفة، فأعلنوا إسلامهم وكان فيهم مجاعة بن مرارة بن سلمى والرحال بن عنفوة ومسيلمة بن حبيب فأكرمهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحباهم، وكتب لمجاعة كتابين: أحدهما يتضمن إعطاءه مائة من الإبل من أول غنيمة يغنمها المسلمون من بني ذهل بن وائل جيران بني حنيفة وأبناء عمهم وأعدائهم. وثانيهما أقطعه فيه مقاطعات من أرض حنيفة وهذا نصهما:
"بسم اللَّه الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد النبي إلى مجاعة بن مرارة بن سلمى: إني أعطيتك مائة من الإبل من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل".