- وذكر في حوادث ٩٢٦ هـ -أيضًا- أن سلامة هذا تعرض للحجاج في نحو عشرة آلاف نفس في وادي سماوة بالقرب من الأزلم فأصيب ابن عمه برصاصة فانهزم، فمن تلك السنة عينت البلكات من العسكر الركبان.
ومن تلك السنة عينت السلطة لسلامة بن فواز كل سنة ألف دينار راتبًا له ولأولاده من بعده ليكف عن الركب المصري ودربه، وليكون من حراسه وحزبه، وضمنه فيما يأتي منه صهره الشيخ عمرو بن عامر بن داود أمير بني عقبة، وجعله وكيلا عنه في ذلك، وصارت لأولاده من بعده خلفًا عنه، وعمرو بن عامر على ضمانته وتناوله المعلوم.
وقال الجزيري في الدرر الفرائد المنظمة أيضًا:(وبالقرب من العقيق أول المضيق من الطلعة من يسار الركب محرس إلى حسمي وخرج منه بنو لام على الركب في سنة ٩٣٠ هـ في ولاية الأمير جانم الحمزاوي، ولم تظفر منه بطائل.
وقال الجزيري أيضًا في حوادث سنة ٩٥٢ هـ أن الركب حين نزل الأزلم في الذهاب، انقطع منه بحدرة دامة بعض جمال من الربايع التي تتأخر عادة عن الركب، فصادفهم مرور خيل بني لام صحبة شيخ من شيوخ بدناتهم يسمي دويعر في نحو السبعين فرسًا على ما قيل، فاستاق الجمال بأحمالها وكانت نحو العشرين أو دونها، فلما علم أمير الحاج حصل عنده رعب شديد، وكنت حاضرًا عنده، فثبته، وكان في المجلس عامر بن عمرو بن داود شيخ بني عقبة، وهو ملتزم بما يأتي من بني لام، فأشرت عليه بالقبض على المذكور وولده، وفعلنا ذلك، ثم أطلقنا عمرا لإحضار الإبل وأحمالها، فتوجه وأحضر غالبها، وما ادعوا ضياعه غرمه الأمير آيدين (١) لجماعة التجار بالقاهرة بعد شكاوى إلى داود باشا بلخاش، إلى الغاية).
وقال أيضًا الجزيري في "الدرر الفرائد المنظمة" في ذكر المحارس التي تكون طريقًا للمفسدين وقطاع الطريق، وأن على أمير الحاج حراسة ركب الحجاج فيها بالتهيؤ بما يلزم من فرسان وأسلحة.
(١) هو أمير الحاج آيدين بن عبد اللَّه الرومي تكلم عنه الجزيري وذكر أنه أمير حج سنة ٩٥٢ هـ وقد هجاه بشعر.