للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الفضلاء والأدباء الشعراء، سافرت في حجته عن مكة إلى جدة، وكان قد حج سنة ثلاثين وسبعمائة.

ولما قدمت مدينته أنزلني وأكرمني، وأقمت في ضيافته أيامًا" (١).

قلت: هذه مشاهدات ابن بطوطة، وهو يذكر أنها مدينة كبيرة، ولا شك أنها نشأت قبل ذلك بقرون عديدة.

ثم تطورت حلي المدينة (حلي ابن يعقوب) حتى أن الأحفاد يروون عن الأجداد أنه إذا أذن على منارة جامع حلي أذنت على آذانه ثلاثون منارة مساجد أحياء حلي، فإذا عرفت أن هذا العدد حتى سنة ١٣٦٠ هـ تقريبًا ما كان يوجد في مدينة جدة، عرفت أية منزلة بلغت حلي بن يعقوب.

ونستدرك هنا فنقول:

إن صاحب سمط النجوم العوالي ذكر (حلي بن يعقوب) (٢) قبل ابن بطوطة حسب ما وقع في يدي من مراجع، فيقول: ثم في سنة اثنتي عشرة، حج الناصر ففرا منه (يقصد: حميضة ورُمَيثة ابنا محمد بن أبي نمي الأول). ثم في سنة ٧١٣ هـ وصل عسكر من صاحب مصر المذكور نحو ثلاثمائة فارس، وأمدهم صاحب المدينة بخمسمائة فارس ووصل معهم أبو الغيث، فلما سمع بهم حُميضة ورُميثة خرجا إلى (حلي بن يعقوب).

وفي سنة ٧٥٠ هـ، يذكر العصامي (٣) أن الشريفين: ثقبة وأخويه سند ومغامس عموا إلى اليمن، وتلقوا الجلاب (٤) ونجلوا بحلي.

وهذا هو ميناء حلي بن يعقوب.

أما في سنة ٧٦٣ هـ فيذكر العصامي (٥) بني حرام بحلي فيقول:


(١) انظر الاستدراك بعده.
(٢) ٤/ ٢٢٧.
(٣) ٤/ ٢٣٩.
(٤) جمع جلبة: اسم كان يطلق في تلك العصور على السفن، ونجلت السفينة في المنجل أي رست في الميناء.
(٥) السمط: ٤/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>