للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عجلان -ابن رميثة بن أبي نمي الأول- في سنة ٧٦٣ هـ حارب أحمد بن عيسى الحرامي (١) صاحب حلي بمكان يقال له (فجرة) (٢)، فظهر عجلان على أحمد بن عيسى المذكور. وكان عجلان -رحمه اللَّه- شيخًا صالحًا سعيدًا اتفق له ما لم يتفق لأسلافه من السعودات فإنه أول من ملك بلاد حلي من أهله السابقين.

ثم نجد في سمط النجوم العوالي (٣): وكان الملك الناصر أحمد بن إسماعيل الغساني صاحب اليمن تشفع إلى الشريف حسن بن عجلان سنة (٨٠٧ هـ) في ترك التشويش على موسى صاحب حلي، وحثه على الموافقة على ذلك القاضي شرف الدين بقصيدته النونية.

وهي -منها-:

أحسنت في تدبير ملكك يا حسن … وأجدت في تحليل أخلاط الفتن

ما كُنتَ بالنَّزِقِ العجولِ إلى الأذى … عند النزاعِ ولا الضَّعيفَ أخا الوَهَنْ

تمسي ورأيُك عن هواك معوِّقٌ … والغِرُّ مُلقٍ في يدِ الأهوا الرسنْ

ذاءُ الرِّياسةِ في متابعةِ الهَوى … ودواؤها في الدفع بالوجه الحسنْ

وإذا الفتى استقصَى لنُصْرَةِ نفسِه … قَلَبَ الصديقُ لحربِهِ ظهرَ المجنْ

لا تُصِغْ إنْ شرٌّ دعا فالشرُّ إنْ … تنهضْ له ينهضْ وإنْ تسكنْ سكنْ

وسديدُ رأي لا يحرِّكُ فِتنةً … سكنتْ وإنْ حرّكتهُ الفتنُ اطمأَنْ

رَدُّ العدوِّ إلى الصداقةِ حكمةٌ … صَفَّتْ من الأكدار عيشَ ذوي الفِطَنْ

بالسيف والإحسان تُقتنصُ العلا … وحصولُها بهما جميعًا مرتهنْ

لا خيرَ فِي مِنَنٍ ولا سيف بها … ماضٍ ولا في السيف من غيرِ مِنَنْ

أما حَلِيٌّ فإن خوفك لم يدع … أهلا بها للزائرين ولا وطنْ

جلّيتهم منها وجسمُكَ وادعٌ … في مكَّةَ لم يُحْوِجُوكَ إلى ظعنْ


(١) نسبة إلى بني حرام من كنانة.
(٢) صواب اسمه (المفجر).
(٣) ٤/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>