مني عليكم يأهل العوجاء (١) سلام … واختص أبو تركي عمي عين الحريب
يا شيخ باع الصبر من طول المقام … يا حامي الوندات يا ريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام … الغر بالقلطات والرأي الصويب
جونا وجيناهم كما دولة نظام … يوم (البكيرية) وخبرك بالشعيب
أكرم هل العوجاء مدابيس الظلام … هم درعك الضافي إلى بار الصحيب
أولاد علي دورهم يوم العتام … يحمون نار الحرب في حامي اللهيب
عينك إلى سهرت يعانون المنام … سم لغيرك وأنت لك مثل الحليب
لا عسكر البارود وأحمر الكتام … تلافحت بأذيالها شهب السبيب
واللَّه ما يجلي عن الكبد الملام … إلا النيامس يوم تسمع له نحيب
كان عبد العزيز في خيمته، فلم يتمالك نفسه وهو يستمع إلى ما يقوله الشاعر، حتى خرج إلى الحرب وأذن بدق طبول الحرب، وهكذا كانت معركة الشنانة.
وإذا كانت موقعة المليداء في ١٣ جماد الثاني ١٣٠٨ هـ/ ٤ يناير ١٨٩١ م، التي هزم فيها أهل القصيم ثم هجرة آل سعود واستقرارهم في الكويت عام ١٣١٠ هـ، هذه الموقعة التي لم تترك بيتًا لم يفقد منه محارب.
فإن معركة البكيرية في الأول من شهر ربيع الثاني ١٣٢٢ هـ/ ١٥ يونيو ١٩٠٤ م، تعد من المعارك الرئيسية في تاريخ الحروب بين آل سعود وآل رشيد، الذي أمكن فيها القضاء على بعض الزعماء من آل رشيد وكسر شوكة القوات التركية التي كانت تحارب معهم.
ثم تأتي موقعة الشنانة في شهر رجب ١٣٢٢ هـ/ سبتمبر ١٩٠٤ م وقد أجمع المؤرخون على أن هذه الموقعة هي القسم الثاني من موقعة البكيرية التي أمكن فيها القضاء على جنود الدولة العثمانية، وفر البعض منهم مع ابن رشيد، وهام البعض الآخر في الفيافي والقفار، واستسلم الباقون إلى عبد العزيز آل سعود.
(١) أهل العوجاء: آل سعود.