ولا ينصرف الوهم إلى أن العقيلات جمع فصيح لعقيلة جد آل عصفور العقيليين، فهذا بعيد؛ لأن العوام لا يحيطون بتفاصيل التاريخ وأنساب الأعلام، ولو كانت الصيغة عن استعمال الفصحاء لكانت عقيلات بفتح العين، ولكانت تذكر في كتب الأنساب المتأخرة وموسوعات اللغة المتأخرة كتاج العروس.
يضاف إلى هذا أن الشهرة بشبانة وعصفور، ويضاف إلى هذا ثالثة أن عقيلا أعم عن بني عقيلة، والنسبة للأعم.
فإن قيل المنصوص على تجارتهم ورحلاتهم إنما هم بنو عقيلة فعلى هذا يحتمل أن العقيلات بضم العين تحريف لعقيلات بفتحها.
واستعمال العوام -وإن عظمت ثقافتهم التاريخية- لا يتقيد بالفصحى.
ويلاحظ أن تجارة العقيلات من أهل نجد -التي كانت فيما مضى مقاطعة عقيلية- قد غمرت شمال الجزيرة في الشام والعراق ثم في مصر فالهند.
ويلاحظ أن العقيلات أخلاط من الأسر والقبائل وليسوا أبناء رجل واحد.
فهذا يرجح أحد معنيين لا ثالث لهما أو كليهما: وهما: أن العقيلي نسبة رعية لدويلات عقيلية وإن لم تكن من قبيلة واحدة.
أو أن العقيلات على التشبيه ببني عقيل ذوي التجارة من أهل تلك البلاد.
والعقيلات ليست من إطلاق أهل نجد على أنفسهم وإنما هي إطلاق غيرهم عليهم.
وعلى هذا يظن أهل الاقطار الأخرى -وقت إطلاقهم كلمة عقيلات- أن هؤلاء التجار هم ذرية العقيليين؛ لأنهم جاءوا من بلادهم وورثوا حرفتهم.
وقد كانت العراق فيما بعد الألف تستقبل أسرًا عقيلية تنضم إلى المنتفق وحلف آل أجود.
وابن سند في مطالع السعود يذكر أحداثهم بصيغة عقيل منذ مطلع القرن الثالث عشر، وهذا يؤكد أن العقيلات تحريف عامي.
هذا ما تمس إليه الحاجة عن التعليل التاريخي للتسمية بالعقيلات لم أر أحدًا حرر فيه ما يشفي.