إلى ٥٠٠ ريان نقدًا، وهذا أمر لم تعهده نساء تلك البلاد. فكان الإقبال على الزواج عظيمًا من الجانبين.
واختيار العروس -لا سيما القرويات والبدويات- يقع في أحد مكانين: السوق أو البئر، وما على الراغب في الزواج إلا أن يرتدي أحسن ثيابه يوم السوق، ويشرع في ذرعه ذهابا و جيئة، إلى أن يقع نظره على فتاة تعجبه، فيتقدم إليها خاطبها باللغة المعلومة:"أنا ميدك" و"أنا ميد" و"أنا ليس ميد". ويستدل على وليّ الفتاة وتتم الخطبة في نهار واحد، وهاك المهر، وهاك الضيفة، وهاك الشرهة، وهاك الأستاذ. مأذون الزواج: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سبحان من حلل النكاح وحرم السفاح، مبارك يا عريس.
وقد بلغ التنافس على العرائس أشده أيام كنا في أبها، فعوضًا عن استعراض الفتيات في السوق بدأ الراغبون في الزواج في تصيدهن من بعيد في طريقهن إلى السوق قبل وصولهن إليه، حتى لا يزاحمهم مزاحم أو ينافسهم منافس. الزواج سهل، والطلاق ميسور، إما وفاق وإما فراق، وكان اللَّه يحب المحسنين.
أما البئر فإنها جامعة فتيات الحي أو القرية، يقصدنها حاملات القرب على ظهورهن، إذ إن السقاية وحمل الحطب والكلأ من مهمات النساء الماهرات في الحمل على الظهور، والسقاية من البئر بالسلسل، وقد تطول عملية رفع الماء بالدلاء، وهذه فرصة حسنة للحديث فيما بينهن أو مع الشبان الراغبين في الزواج ويحصل التعارف والاتفاق الضمني على البئر، ثم يعقب ذلك إجراءات الخطبة الرسمية في البيت. وفيما يلي طرف مما شاهدته من هذه الإجراءات والعادات:
حضرت حفلتين من حفلات عقد الزواج كان العريس في كلتيهما من أصدقائي وكانت المراسم فيهما واحدة تقريبًا مع بعض الاختلاف في الفروع والهوامش لا في الأسس والقواعد. . ركبنا من أبها في سيارتين إلى قرية مجاورة واقعة في جهتها الشمالية اسمها "رِضْف" حيث العروس وأهلها، ولما اقتربنا من بيوت القرية أخذ رفاقنا يطلقون الرصاص من البنادق والمسدسات، وكان المنتظر أن