للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقابلنا أهل القرية بالمثل غير أنهم بخلوا بالخرطوش فلم يطلقوا طلقة واحدة، وإنما قابلونا صفًا طويلًا محيين مرحبين، ثم دعونا إلى بيت تناولنا فيه القهوة. وكان علينا أن ننتظر نتيجة المساومة على توزيع مهر العروس بين والدتها وأخيها وعمّها الذي هو وليها. كان المهر مائة ريال نقدًا لم يتمكن الوسيط من توزيعه على وجه يرضي الجميع إلا بعد مناقشات ومحاورات كثيرة. وقدم العريس علاوة على النقد هدية من السكر والشاي والقهوة والهيل، كما قدم الجهاز المؤلف من ثلاثة أثواب كاملة أحدها من الحرير، ولم يكن في الجهاز مصاغ قط، وبعد إتمام هذه الإجراءات دعي المأذون بإجراء العقد، فقرأ ما تيسر من كلام اللَّه، ثم أجرى العقد بين ولي أمر العروس وبين العريس شفهيا دون أن يكتب صك بذلك كما هو متبع في أكثر البلاد، وبذلك انتهت المراسم وتم عقد الزواج. ثم دعينا إلى تناول طعام الضيافة، وكان يتألف من كبش مسلوق وأرز مفلفل -وهذا من النوادر- ومرق وعريكة وخبز، وباركنا للعروسين وتمنينا لهما السعادة والهناء.

أما مراسم الحفلة الثانية فلم تختلف عن الأولى إلا بتبادل إطلاق الرصاص من الجانبين، وبعدم مشاهدتنا مساومات المهر وتوزيعه، كما أننا لم نشاهد توزيع قطع اللحم كما جرى في الحفلة الأولى.

أبناء عم العروس أولى بها من الغرباء، ولهم عليها حق الأفضلية، ولذا يجب التثبت من عدم معارضتهم في الزواج أو إرضاؤهم للتخلي عنه قبل إتمامه.

ويروي البسطاء من أهل البلاد حكايات طريفة عن الخرافات المتسلطة على أذهانهم، إذ يعتقدون بقدرة أهل العروس على الحيلولة دون وصول العريس إلى عروسه، وطريقة ذلك أن يعقدوا للعريس عقدة تعجزه عن بلوغ مراده من زوجته، ولهم في ذلك طرق عديدة يتوسلون بها ويؤمنون بفائدتها للوصول إلى النتيجة المطلوبة على زعمهم. وفيما يلي بعض الوسائل التي يتوسل بها أهل العروس وأبناء عمومتها للحيلولة بين العريس وعروسه إن لم يكونوا راضين عن الزواج، وذلك حين إجراء المأذون لمراسم العقد.

١ - عقد خيط أو شريط أو طرف الغترة أو الثوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>