للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم تكد قيس تستقر في مقامها الجديد - بلبيس إحدى كور الحوف - حتى تهيأت لها فرصة لرد جميل الأمويين، فخرج جمع منهم سنة ١٢٧ هـ مع زبان بن عبد العزيز بن مروان لمنع ثابت بن نعيم الجذامي، الثائر على مروان بن محمد من دخول مصر. ولقوه وهزموه (١). وفي ١٢٨ هـ أخمد الحوثرة بن سهيل حركة خلع مروان التي ظهرت بمصر، وجعل زبان بن عبد العزيز على رأس ألف من قيس يتناولون أرفع درجات العطاء وهو عطاء الخاصة (٢). ولعل هؤلاء الألف هم نفس الذين اشتركوا مع زبان في قتال ابن نعيم في العام السابق وكان ذلك الصنيع من الحوثرة مكافاة لهم على أن ذلك الولاء للأمويين لم يطل أجله فقد تفشت الدعوة العباسية فاشترك جمع منهم مع أحد الأمويين في الثورة على مروان سنة ١٢٢ هـ (٣) ثم لم يلبثوا أن انضموا إلى العباسيين وسودوا (٤).

ولكن هذا الولاء للعباسيين لم يكن أطول أجلا من الولاء للأمويين، فإن قيسا قد تحالفت مع القبائل اليمنية الموجودة بالحوف، فاختلط تاريخهم منذ ذلك الوقت، وأصبح لهم اسم واحد، يجمعهم هو أهل الحوف، وكونوا بتحالفهم ذلك قوة هائلة قاومت الدولة مقاومة عنيفة في عدد كبير من المعارك المريرة التي نشبت لأسباب تعود في معظمها إلى سوء معاملة الولاة وجشعهم في أخذ الخراج وخيانة الموظفين. وهذا يبدو واضحا عند النظر في ثورات أهل الحوف في الأعوام ١٦٨ (٥)، ١٧٢ - ١٧٣ (٦)، ١٧٨ (٧)، ١٧٩ - ١٨٠ (٨)، ١٨٦ (٩)،


(١) الولاة ص ٨٧.
(٢) المصدر نفسه ص ٩٠.
(٣) المصدر نفسه ص ٦٤.
(٤) المصدر نفسه ص ٩٥ والنجوم ج ١ ص ٣١٦.
(٥) الولاة ص ١٢٥ - ١٢٧.
(٦) النجوم ج ٢ ص ٧١.
(٧) الولاة ص ١٣٦ والنجوم ج ٢ ص ٨٧ - ٨٨.
(٨) النجوم ج ٢ ص ٩٨.
(٩) الولاة ص ١٤٠ والنجوم ج ٢ ص ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>