للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد خطب الحسن في وفود أهل العراق فقال:

"إنكم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا"!!

أصبح معاوية صاحب السلطان في العالم الإسلامي كله وقد أُثر عن الحسن أنه قال يوم دخل معاوية الكوفة في شهر ربيع الثاني سنة ٤١ هـ:

"ألا إن أكيس الكيس التقي وإن أعجز العجز الفجور. وإن هذا الأمر الذي اختلفت أنا ومعاوية فيه، إما أن يكون أحق به مني وإما أن يكون حقي تركته للَّه -عز وجل- لإصلاح أمة محمد وحقن دمائكم" ثم التفت إلى معاوية وقال:

- {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (١١١)} (الأنبياء).

كان الحسن ورعًا، ذا سكينة ووقار وحشمة يكره الفتن وإراقة الدماء ما سمعت منه كلمة فحش قط.

دعاه ورعه وفضله إلى ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند اللَّه تعالى، وكان لا يحج إلا ماشيا وكان يقول:

- إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.

وكان جوادا تقيا يصوم النهار ويقوم الليل.

وصفه أخوه محمد ابن الحنفية وصفا دقيقا فقال:

- "أنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكساء غذتك بالتقوى أكف الحق، وأرضعتك ثدي الإيمان، وربيت في حجر الإسلام".

ورث الحسن والحسين معا جدهما وأباهما فصاحة اللسان، وقوة الجنان وحضور البديهة والحلم والكرم (١).


(١) راجع سلسلة البيت، وآل اليت لمحمود الشرقاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>