من أنصار يزيد بن معاوية إلى النعمان بن بشير والي الكوفة فقال: إنك رجل ضعيف أو مستضعف، قد فسد البلد.
فقال له النعمان:
لأن أكون ضعيفًا في طاعة اللَّه أحب إلى من أكون قويا في معصيته، ما كنت لأهتك سترا ستره اللَّه (١).
وعزل يزيد النعمان وولي عبيد اللَّه بن زياد مكانه.
لم يعتبر الحسين بما فعله أهل الكوفة مع أبيه وأخيه من قبل، إذ عزم على الخروج إلى العراق ولما رأى عبد اللَّه بن عباس إصرار الحسين على الخروج قال له:
أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم؟ فإن كانوا قد فعلوا كذلك فسر إليهم؟ وإن كانوا إنها دعوك إليهم وأمير عليهم قاهر لهم وعماله تجبي بلادهم فإنهم إنها دعوك إلى الحرب والقتال ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونوا أشد الناس عليك.
فقال له الحسين: وإني أستخير اللَّه وأنظر ما يكون.
أبي الحسين إلا أن يمضي إلى غايته، فقال له عبد اللَّه بن العباس:
فإن كنت سائرا، فلا تسر بنسائك وصبيتك، فإني لخائف أن تُقتل كما تُقتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه.
لم يلتفت الحسين إلى نصح الناصحين، بل سار إلى الكوفة في فئة قليلة لم يجاوز عددها ثمانين رجلًا، فلما اقترب منها، بلغه نبأ مصرع مسلم بن عقيل فقال له بعض أصحابه: ننشدك اللَّه إلا رجعت من مكانك، فإنه ليس لك بالكوفة ناصر بل نتخوف أن يكونوا عليك.