للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوثب بنو عقيل وقالوا:

واللَّه حتى ندرك ثأرنا أو نتذوق ما ذاق مسلم.

فقال الحسين: لا خير في العيش بعد هؤلاء (١).

فقال له بعض أصحابه (٢):

إنك واللَّه ما أنت مثل مسلم بن عقيل، ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك أسرع.

سار الحسين حتى وصل كربلاء، وتتابع إرسال الجيوش لقتاله، والتقى الحسين بجيش عبيد اللَّه بقيادة الحر بن يزيد في ألف فارس، وكانوا يلاز مونه ويصدونه عن كل جهة إلا نحو الكوفة مقر أميرهم عبد اللَّه بن زياد، فقال الحسين يعظهم:

"أيها الناس: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم اللَّه مخالفًا لسنة رسول اللَّه يعمل في عبَّاد اللَّه بالإثم والعدوان؛ فلم يغير ما عليه بفعل ولا بقول كان حقًا على اللَّه أن يدخله مدخله، ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالبغي وأحلوا حرام اللَّه وحرموا حلاله، وأنا أحق من غيري وأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، نفسي مع أنفسكم وأهلي من أهلكم فلكم في أسوة، وإن لم تفعلوا، ونقضتم عهدي وخلعتم بيعتي، فلعمري ما هي لكم بنكيرة والمغرور من اغتر بكم، فحظكم أخطأتم ونصيبكم ضيعتم ومن نكث فإنها ينكث، على نفسه وسيغني اللَّه عنكم والسلام".

وفي اليوم الثاني لنزوله كربلاء، جاء عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة في أربعة آلاف مقاتل موفدا من عبيد اللَّه بن زياد لقتاله، ثم انضم إلى جيشه الحر بن يزيد، فلما سُئل الحسين عما جاء به، قال رضي اللَّه عنه:


(١) مقاتل الطالبيين - بالإضافة إلى المصادر السابقة.
(٢) مصدر سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>