للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتب إلى أهل مصركم هذا أن أقدم عليكم فأما إذ كرهوني فإني أنصرف عنكم إلى مكة.

فكتب عمر إلى ابن زياد بذلك، ثم التقى الحسين وعمر مرارًا، فكتب عمر إلى عبيد اللَّه بن زياد: "أما بعد، فإن اللَّه أطفأ الثائرة وجمع الكلمة وقد أعطاني الحسين أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، أو أن نسيره إلى أي ثغر من الثغور شئنا أو يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضع في يده، وفي هذا لكم رضا وللأمة صلاح".

ولما قرأ ابن زياد الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره مشفق على قومه نعم، قبلت، ولكن شمّر بن ذي الجوشن الكلابي رفض هذا الرأي، وقال له:

أتقبل هذا منه وقد نزل بأرضك وإلى جنبك، واللَّه لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعزة ولتكونن أولى بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزلة، ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت كنت ولي العقوبة، وإن عفوت كان ذلك لك.

أخذ ابن زياد برأي شمَّر فأرسله بكتاب إلى عمر جاء فيه:

". . . انظر فإن نزل الحسين وأصحابه عن الحكم واستسلموا فابعث إلى مسلمًا، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون. فإن قُتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنه عاق وشاق قاطع ظلوم، فإن أنت مضيت الأمرنا جزيناك السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل جندنا وخل بين شمَّر بن ذي الجوشن وبين العسكر والسلام".

جمع الحسين -رضي اللَّه عنه- أصحابه وقال:

أثني على اللَّه أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وجعلت لنا أساعا وأبصارا وأفئدة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين فاجعلنا لك من الشاكرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>