للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب الصدقة]

التبرع لإغاثة المحتاجين أفضل أحياناً من أداء بعض العبادات

٩١٤ - عرض على اللجنة الاستفتاء المقدَّم من / جاسم، ونصُّه:

لا يخفى عليكم ما يعانيه ملايين المسلمين من فقر مدقع حتى يفتنهم أهل الباطل بالخروج من دينهم من خلال تقديم الطعام والشراب والكساء والمأوى .. إلخ، وما يعانيه ملايين المسلمين من جهل مطبق حتى تتخطفهم البدع والضلالات فلا يعلمون من دينهم شيئاً، وهنا في الخليج نرى أن تكلفة الحاج أو المعتمر تتراوح ما بين (١٠٠ - ٤٠٠) دينار كويتي أو يزيد قليلاً؛ فلعل بهذا المبلغ يحيي آلاف المسلمين (إن علمنا أن غذاء المسلم الأفريقي ليوم كامل بحدود المائة فلس)، أو لعل هذا المبلغ يفرّغ داعية يدعو إلى الله، ويعلِّم المسلمين أمور دينهم لستة أشهر أو يزيد.

ولنا في الإمام المجاهد عبد الله بن المبارك أسوة حسنة عندما خرج مرة إلى الحج فاجتاز بعض البلاد، فمات طائر كان معه فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابه أمامه وهو وراءهم، فإذا بنت قد خرجت من دار قريبة من المزبلة، فأخذت الطائر الميت فلفته وأسرعت به إلى الدار، فجاء يسألها عن أمرها، فقالت: أنا وأخي هنا ليس لنا شيء إلَّا هذا الإزار، وليس لنا قوت إلَّا ما يلقى على هذه المزبلة، وقد حلت لنا الميتة منذ أيام، فقال ابن المبارك لوكيله: كم معك من النفقة؟ قال: ألف دينار، قال: عدّ منها عشرين ديناراً تكفينا إلى مرو، وأعطها الباقي فهذا أفضل من حجنا هذا العام، ورجع.

والآن أليس من الأفضل للذين يحجُّون حجَّ التطوُّع، والذين يعتمرون أكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>