أنا ممرضة أعمل في مصلحة طب الأطفال حديثي الولادة، وحدث أن كنت أنا وزميلتي أثناء الدوام الليلي، وكانت المصلحة مكتظة جداً، وعندما قمت بحقن المولود الدواء نسيت قارورة الحقن مفتوحة، فمرت كلها فمات المولود، علماً أنه يعاني من عسر التنفس، وتحدث هذه الأشياء تقريباً كل يوم مع كل الممرضين، وإنها أشياء لا نستطيع التحكم فيها، فما هو المطلوب مني؟ علماً أني أستطيع الإطعام أكثر من الصيام. المولود عمره يومان.
[أجابت اللجنة بما يلي]
إذا حصل من الممرضة تقصير أو إهمال في العناية الطبية بالطفل فمات بسبب ذلك؛ وجبت الدية على عاقلتها والكفارة عليها، والكفارة هي عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين دون انقطاع، فإن أفطرت يوماً أو أكثر بغير عذر؛ فعليها استئناف الصيام من أوله، وإن أفطرت لعذر كالمرض ويوم العيد ودخول رمضان والحيض والنفاس فإنه لا ينقطع تتابعها، وعليها إتمامها فور زوال العذر، ثم إن عجزت عن الصوم لمرض، فإن كان يرجى برؤها منه أخرت الصوم إلى البرء، وإن كان عجزها لمرض مزمن لا برء منه أو لشيخوخة، فيرى الشافعية، ورواية عن الإمام أحمد، أن تطعم ستين مسكيناً، والإطعام هو: أن تطعم كل مسكين منهم مُدًّا من جنس الحب الذي يُخرج في زكاة الفطر، وذلك بأن يكون من غالب قوت بلد من تجب عليه الكفارة، والمد: ملء كفَّي الإنسان المعتدل، وإذا لم يثبت إهمال منها من الناحية الطبية، فلا شيء عليها، ومدار إثبات ذلك على قرار من لجنة طبية من مسلمين متخصصين أتقياء. والله أعلم.