للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والذكر والتعبد والرياضة والمجاهدة، ولقد وقع لكثير من السالكين في هذه الطرق خلط كبير بين التزام السنة، وبين الجنوح إلى البدعة، وبين الاعتدال، وبين الغلو، حتى أصبح من المتعذر الحكم على جميع أهل التصوف بحكم واحد، والأصل الجامع في ذلك أن من سلك طريقاً موافقاً لهدي كتاب الله سبحانه وهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-، ملتزماً بمنهج الصحابة والتابعين رضي الله عنهم في التربية والسلوك، وفي تفسير آيات القرآن وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، غير شاذ عن منهج علماء الأمة في الاستنباط منهما، من سلك طريقاً متصفاً بذلك كان سلوكه صحيحاً موافقاً للشرع، وإلا كان مخالفاً مبتدعاً. والله أعلم.

[١١/ ٦٢ / ٣٢١٣]

[الاعتقاد بالفناء في ذات الله]

١٥٣ - عرض على الهيئة الاستفتاء المقدَّم من السيد / خ. و. ج، ونصُّه:

ما حكم الإسلام فيمن اعتقد بالفناء في الله، وأن الطريق إلى الله إما بالموت أو الوصل؟

أجابت هيئة الفتوى بما يلي:

إن قصد بالفناء: فناء حقيقة العبودية في حقيقة الألوهية، وغياب النفس من الوجود؛ فهو من العقائد البدعية التي جاء بها بعض المتصوفة، ويرتبون عليها أن يبلغ الإنسان مرتبة رفع التكليف، وأن يصل حد التلقي عن الله مباشرة أو الحلول فيه. إلا أن من اعتقد مثل هذا الاعتقاد لا يحكم بتبديعه أو كفره إلا بعد مناظرته؛ للكشف عن شبهته وعن قصده فيما ذهب إليه. والله أعلم.

[١١/ ٦٣ / ٣٢١٥]

<<  <  ج: ص:  >  >>